في عالم المعادن الثمينة، الفضة والبلاتين يقربان الفجوة السعرية نحو الذهب

تشهد سوق المعادن النفيسة تحولاً جذريًا لم يقتصر على الذهب وحده بل انخرط في هذا التغيير الفضة والبلاتين اللذان يضيقان الفجوة السعرية مع المعدن الأصفر مدعومين بعوامل استثمارية وصناعية متعددة، وبينما حقق الذهب سعرًا قياسيًا بلغ 3500 دولار للأونصة في 2025 تأخرت الفضة والبلاتين في اللحاق بهذا الارتفاع لتبدأ مؤخراً في تضييق الفجوة بشكل ملموس، مما يمهد لفرص جديدة في هذه الأسواق.

التوجهات المستقبلية لسوق الفضة

سوق الفضة يظهر علامات انتعاش واضحة، حيث تتوقع الدراسات أن يصل سعر الفضة إلى 40 دولارًا للأونصة بنهاية الربع الرابع لعام 2025 ويرجع ذلك بشكل كبير إلى زيادة الطلب الصناعي على الفضة، والذي يؤثر إيجابياً في السوق ويمنحها دفعة قوية، ومع تزايد التطبيقات الصناعية المتنوعة لاستخدام الفضة تتعزز النظرة الإيجابية تجاه الطلب المستقبلي على هذا المعدن الثمين، مما يترك المجال مفتوحاً لتطورات مثيرة للاهتمام في الفترات القادمة.

التحديات التي يواجهها سوق البلاتين

البلاتين له وضع فريد حيث من المتوقع أن يسجل عجزًا في الإمدادات هذا العام ويعود ذلك بشكل أساسي إلى انخفاض الإنتاج في جنوب إفريقيا وزيادة واردات الصين وهذا العجز يعزز الطلب على البلاتين ويضع ضغوطًا صعودية على الأسعار، أيضاً يشهد الطلب على المجوهرات من البلاتين انتعاشًا ملحوظًا وهو ما يسهم في تحسين آفاق هذا السوق ويظهر ذلك بشكل واضح في زيادة الاهتمام من قِبل المشترين مما يعطي دفعة قوية للسوق ويؤدي إلى توازن القوى بين العرض والطلب.

الاستثمار في الذهب وتأثير الدولار

فيما يخص الذهب، لوحظ استقرار أسعاره بعد تسجيل مستويات قياسية حيث ارتفع الطلب الاستثماري للذهب بنسبة 20% سنويًا في الربع الأول من 2025، في حين تراجع الطلب على المجوهرات بنسبة 19%، وتنبع هذه الديناميات من تأثير العوامل الجيوسياسية المثيرة للقلق بجانب ضعف الدولار الأمريكي، ما جعل المستثمرين يواصلون الاحتفاظ بمراكزهم في الذهب، وعلى الرغم من تقلبات الأسواق العالمية، إلا أن الذهب لا يزال يشكل جزءًا ضعيفًا نسبيًا من المحافظ الاستثمارية حيث يُقدّر بمعدل 3.5%، وذلك أقل من معدلاته السابقة والتي بلغت ذروتها في عام 2011.

التحليل والتوقعات حول أسعار الذهب

بينما يتوقع المحللون استمرار تقلبات الأسواق وضعف الدولار، فإن توقعات أسعار الذهب تبدو واثقة أكثر حيث أن تقدير بنك أوف أمريكا يشير إلى أن سعر الذهب يمكن أن يقترب من 4000 دولار للأونصة خلال الاثني عشر شهرًا القادمة مع الأخذ بالاعتبار أن البنوك المركزية زادت من حيازتها للذهب ليصل إلى ما يعادل نحو 18% من الدين العام الأمريكي المستحق، مما يعكس ثقة متزايدة في الذهب كمخزن للقيمة وحامي من التقلبات المالية الدولية.

المعدن القيمة المتوقعة
الذهب 4000 دولار للأونصة في الأشهر المقبلة
الفضة 40 دولارًا للأونصة في الربع الرابع من 2025
البلاتين عجز في الإمدادات مع طلب متزايد

تستمر التحديات الاقتصادية والسياسية والطلب الاستثماري بتحفيز الأسواق ما يفتح آفاقاً جديدة لاستثمارات المعادن الثمينة بكل الإمكانات المحتملة.