«صدمة الأسواق» الضربة الإسرائيلية تهز أسعار الذهب والنفط كيف يتفاعل المستثمرون؟

اتسمت أسواق السلع العالمية بتقلبات حادة خلال تعاملات الجمعة، حيث شهدت أسعار النفط والذهب قفزات ملحوظة نتيجة تصعيد عسكري من قبل إسرائيل ضد إيران، الأمر الذي دفع المستثمرين للبحث عن الأمان باللجوء إلى أصول الملاذ الآمن، خاصة مع تصاعد المخاوف من اضطرابات محتملة في منطقة الشرق الأوسط، وقد أتى النفط في صدارة المكاسب الأسبوعية ليسجل أعلى ارتفاع له.

النفط يسجل قفزات تاريخية

أسعار العقود الآجلة للنفط شهدت زيادات قوية بعد ورود تقارير عن وقوع سلسلة من الانفجارات في طهران، بينما تحدثت وسائل إعلام عن تنفيذ إسرائيل لضربات جوية استهدفت مواقع إيرانية، الأمور التي أدت إلى حالة من الفزع في الأسواق، وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 6.2% في بداية التداولات، ليتوسع هذا الارتفاع إلى 11% ويصل سعر البرميل إلى 76.52 دولارًا، بينما ارتفع خام برنت إلى 77.98 دولارًا، هذا الأداء يدفع الخام الأمريكي لتحقيق مكاسب أسبوعية تفوق 15%، الكبيرة منذ 2022، وتأتي هذه الارتفاعات في ظل تزايد القلق من تعطل الإمدادات النفطية عبر مضيق هرمز الحيوي.

ارتفعات في أسعار الذهب مع تزايد الطلب على الأصول الآمنة

شهدت اسعار الذهب ارتفاعًا واضحًا وسط توتر الأسواق، حيث سجل المعدن النفيس زيادة بنسبة 1.3% في المعاملات الفورية ليصل إلى 3427 دولارًا للأونصة، وارتفعت العقود الأمريكية الآجلة بنسبة 1.5% لتصل إلى 3452 دولارًا، هذا في ظل تسجيل الذهب مكاسب أسبوعية تفوق 3.1%، مدعومًا بالقلق المتزايد حيال التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل وإمكانية انخراط قوى إقليمية ودولية أخرى، بحيث يتزامن الوضع مع الضغوطات الناجمة عن التضخم وارتفاع الفوائد والحرب التجارية العالمية، كما سجلت المعادن النفيسة الأخرى زيادات طفيفة حيث ارتفعت الفضة بنسبة 0.3% إلى 36.25 دولارًا، والبلاتين بنسبة 0.2% إلى 1297.72 دولارًا، وفقًا لبيانات السوق.

مراقبة الأسواق العالمية وتأثيرات التصعيد الإسرائيلي الإيراني

عالميا، تتابع الأسواق عن كثب التطورات الحاصلة في الصراع الإيراني الإسرائيلي، حيث أن أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى تضاعف التأثيرات على سلاسل الإمداد العالمية وأسعار الطاقة، لا سيما في منطقة مضيق هرمز الذي يعد معبرًا حيويًا لشحنات النفط العالمية، دافعين الأسواق لترقب أي تهديد للملاحة عبره، ومثلت هذه الأوضاع مصدر قلق مستمر للمتداولين؛ من حيث انعكاساتها على مختلف القطاعات والنمو الاقتصادي العالمي.

في ظل هذه الأجواء المضطربة، تتجه الأنظار نحو أي إجراءات قد تتخذها الجهات المعنية للحد من التوترات والسيطرة على تبعاتها، حيث يصبح لوسائل التواصل الدولي والتحالفات دور محوري في إدارة الأزمة؛ للحيلولة دون توسع نطاق الصراع بما يؤثر سلبًا على الاستقرار العالمي وأمور الإمدادات الاقتصادية التي ترتكز عليها عدة دول.