تراجع أسعار النفط بشكل مفاجئ بعد صعود حاد يثير قلقًا عالميًا

أسعار النفط تشهد تراجعات طفيفة بعد ارتفاع مذهل في الأيام الأخيرة، ويعود سبب هذا التراجع إلى قيام المستثمرين بإعادة النظر في تأثير التوترات المستمرة في الشرق الأوسط على سوق النفط، وذلك بعد أن شهدت الأسعار ارتفاعًا كبيرًا لم يعد يُرى منذ أكثر من شهرين، هذه التغيرات السريعة في سعر النفظ تأتي بعد إعلان الولايات المتحدة عن سحب بعض موظفيها من الشرق الأوسط، مما أثار الخوف من تعطل احتمالي للإمدادات النفطية.

أداء أسعار النفط

انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 0.5% لتسجل 69.43 دولار للبرميل، بينما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بحوالي 0.3% ليصل إلى 67.97 دولارًا للبرميل، وشهدت الأسواق ارتفاعًا بأكثر من 4% في الأسعار يوم الأربعاء، ما يعكس القلق المتزايد بين المتداولين بسبب الأوضاع الجيوسياسية، ووفقًا للمحلل أليكس هودز من شركة StoneX، دخل السوق مرحلة “الشراء المفرط” مما جعل هذا الانخفاض أمرًا متوقعًا كتصحيح فني بعد الصعود الأخير.

تأثير توترات الشرق الأوسط على النفط

تفجرت الأوضاع بعد تصريحات مفادها أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أقل تفاؤلًا بإمكانية توصل إيران إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي وتحديدًا وقف تخصيب اليورانيوم، مما قد يدفع واشنطن للضغط عبر إجراءات عسكرية، فيما أكدت إيران طبيعة أنشطتها النووية السلمية بأنها ستستهدف القواعد الأمريكية في حال أي عدوان، وفي ظل هذا التوتر، حذرت الوكالة البحرية البريطانية من مخاطر النشاط العسكري في الممرات المائية، مثل مضيق هرمز الذي يعتبر أحد الشرايين الحيوية لتدفق النفط العالمي بنسبة تصل إلى 20%، وفقًا لمحلل “جلوبال ريسك مانجمنت” آرني راسموسن.

توقعات أسعار النفط المستقبلية

أشارت تقارير بنك جي بي مورجان إلى احتمال ارتفاع أسعار النفط إلى ما بين 120 و130 دولارًا للبرميل إذا تم إغلاق مضيق هرمز، وهو سيناريو يحمل مخاطر كبيرة، لكنه في الوقت الحالي يُعتبر منخفض الاحتمال، وبينما يبقى التجار حذرين، بحسب جيوفاني ستاونوفو من بنك UBS، فإن الأسعار لا زالت مرتفعة مقارنة ببداية الأسبوع، ويتجه بعض المستثمرين لتقليل المخاطر في ظل الشكوك الحالية، كما يُرتقب اجتماع مرتقب بين المبعوث الأمريكي الخاص ووزير الخارجية الإيراني لمناقشة الوضع النووي، وسط اتهامات جديدة موجهة لإيران بانتهاك اتفاقيات معاهدة عدم الانتشار النووي، مما قد يؤدي إلى تدويل الأزمة وإحالتها إلى مجلس الأمن.

يبرز القلق حاليًا من أن تؤدي التقلبات الحالية إلى زيادة في الضغط على أسواق النفط العالمية، مع متابعة حثيثة من المحللين والمستثمرين لتطور التوترات السياسية في الشرق الأوسط وغيرها من العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى تغيرات مفاجئة في الأسعار، وقد أظهرت التحركات الأخيرة أن سوق النفط حساس للغاية للتغيرات الجيوسياسية والتوترات الدولية التي يمكن أن تؤثر بشكل حاد على الإمدادات بما يؤثر مباشرة على الأسعار والأسواق العالمية.