توقعات بزراعة السكر في مصر تشير إلى إنتاج 3.2 مليون طن في موسم 2025-2026

تشهد الزراعة الأمريكية تفاؤلًا متزايدًا بشأن إنتاج السكر في مصر خلال الموسم التسويقي 2025-2026، حيث يُتوقع أن يبلغ إنتاج السكر 3.2 مليون طن، مما يُعد خطوة مهمة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا القطاع الحيوي، وتعزى هذه الزيادة إلى توسع زراعة بنجر السكر بفضل حوافز حكومية مشجعة وزيادة أسعار التوريد، الأمر الذي استقطب عددًا كبيرًا من المزارعين إلى هذا المجال، متوقع أن يؤدي هذا التحسن إلى اكتفاء مصر بحوالي 82.5% من احتياجاتها، مع تقليص الواردات بنسبة 16.6%.

الإنتاج المتوقع يتوزع بين 2.47 مليون طن من بنجر السكر و710 آلاف طن من قصب السكر، وفقا للتوقعات الفنية المبنية على مساحة الأراضي المزروعة والعائد الوسطي إضافة إلى تقلبات الطقس، ومن المتوقع زيادة استهلاك السكر محليًا ليصل إلى 3.85 مليون طن، يتزامن ذلك مع تنامي عدد السكان الذي فاق 114 مليون فرد، فضلاً عن تزايد النشاط في الصناعات الغذائية والمشروبات، ولا تزال الصادرات متوقفة عند 300 ألف طن؛ تحسبًا لاستقرار سوق السكر المحلي.

التوجهات الاستراتيجية لتعزيز إنتاج السكر

تسعى الدولة جاهدة إلى تعزيز قدراتها التخزينية، حيث سيبلغ المخزون الاستراتيجي 1.24 مليون طن، ما يمثل زيادة بنسبة 7.8% عن السنة السابقة، وذلك بفضل بناء صوامع حديثة وتحسين البنية التحتية، المنظومة تدعم حاليًا نحو 64 مليون مواطن بتوفير السكر المدعوم بسعر 12.6 جنيهًا للكيلوغرام عبر شبكة توزيع تشمل أكثر من 1300 منفذ حكومي.

التحديات الصحية المرتبطة باستهلاك السكر

تحاول الحكومة المصرية الموازنة بين الوفرة الإنتاجية ومتطلبات الصحة العامة، حيث تُدرس خطوات توعوية لتقليل استهلاك السكر، مثل إدراج ملصقات غذائية وتقديم حملات لمكافحة السمنة، التي تؤثر على أكثر من 45% من النساء و26% من الرجال، ومع ارتفاع حالات الإصابة بمرض السكري، بات من الضروري اتخاذ تدابير فعالة لتحقيق التوازن بين الإنتاج والاستهلاك.

تحفيزات الحكومة لقطاع السكر

بهدف دعم مزارعي بنجر السكر وقصب السكر، قررت الدولة رفع أسعار التوريد لهما، حيث وصل سعر توريد بنجر السكر إلى 2400 جنيه للطن بزيادة 16%، وسعر توريد القصب إلى 2500 جنيه للطن، في ظل التحديات المستمرة لزراعة القصب المتزايدة في صعيد مصر، حيث يُعتبر هذا الإقليم المنتج الرئيسي بنحو 77% من إجمالي إنتاج السكر في البلاد.

  • تحسين البنية التحتية وإنشاء صوامع حديثة لتعزيز التخزين.
  • زيادة الأسعار المستهدفة لتشجيع المزارعين على توسيع الأنشطة الزراعية.
  • تعزيز التحفيزات الحكومية لإغراء المزيد من المزارعين للدخول في القطاع.

المصانع والتكنولوجيا في إنتاج السكر

تضم مصر حاليًا 16 مصنعًا لتكرير السكر، منها 8 مصانع حكومية لمعالجة القصب و5 مصانع مخصصة لبنجر السكر، وتتنافس هذه المصانع بشكل متزايد مع مصانع العسل الأسود، يُعتبر الاستثمار في التكنولوجيا وتحسين الكفاءة الإنتاجية عنصرًا حاسمًا في الحفاظ على القدرة التنافسية لهذا القطاع.

وفي ظل احتدام المنافسة والتحديات الاقتصادية، تظل التوجهات الحكومية والتحسينات التكنولوجية أركانًا أساسية لدعم تقدم مصر نحو تحقيق استقلالية أكبر في مجال إنتاج السكر، والإلمام بجوانب مثل الأمراض المرتبطة بالسكر والتهديدات الصحية يضفي أهمية إضافية للتوجهات الحكومية الحالية.