تألق الذهب وسط تزايد التوترات الجيوسياسية وتراجع الدولار

شهدت الأسواق المحلية والعالمية ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم، مما زاد من جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن في ظل تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، بالإضافة إلى تراجع الدولار الأمريكي، بينما يستعد المستثمرون لاستقبال مؤشرات جديدة حول السياسة النقدية الأمريكية. الكلمة المفتاحية هنا هي “أسعار الذهب”، وسوف يتم استخدامها بشكل مركّز في هذا المقال.

ارتفاع أسعار الذهب وتأثير التوترات الجيوسياسية

قفزت أسعار الذهب في السوق المحلية بقيمة 55 جنيهًا، حيث وصل الجرام من عيار 21 إلى حوالي 4720 جنيهًا مقارنة بـ 4665 جنيهًا في بداية اليوم السابق، هذا الارتفاع كان متزامنًا مع ارتفاع عالمي بلغ حوالي 27 دولارًا مما جعل السعر العالمي يصل إلى 3380 دولارًا، أوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتجارة الذهب أن الزيادة جاءت نتيجة للتوترات الجيوسياسية، حيث أظهرت تقارير إعلامية أن إسرائيل تدرس احتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران، مما زاد من جاذبية الذهب كأداة للتحوط في مثل هذه الأوقات، وعلاوة على ذلك، ساعدت تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على هذه الزيادة من خلال تهديداته بفرض رسوم جمركية جديدة، مما أثار قلقًا اقتصاديًا عالميًا يمكن أن يعزز أسعار الذهب.

أسعار الذهب وتراجع الدولار الأمريكي

استفادت أسعار الذهب أيضًا من التراجع الملحوظ في الدولار الأمريكي، فقد أظهرت البيانات الصادرة عن التضخم الأمريكي تباطؤًا نسبيًا في وتيرة ارتفاع الأسعار، مما قد يمنح الاحتياطي الفيدرالي مساحة للمناورة باتجاه خفض أسعار الفائدة مستقبلًا، رفع مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي التضخم السنوي في مايو إلى 2.4%، وهو ما يتوافق مع توقعات السوق، هذا الانخفاض في الدولار يعزز من جاذبية الذهب العالمية ويزيد من سعر الصرف المحلي والعالمي للمعدن النفيس، وتعتبر هذه العوامل مؤثرة في تحديد اتجاهات الأسواق ومؤشرات السياسات النقدية عالميًا.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب

بالنظر إلى المستقبل، تستمر توقعات ارتفاع أسعار الذهب بالتزامن مع انتظار الأسواق الأمريكية لصدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين والذي يتوقع أن يسجل زيادة سنوية بنسبة 2.6% مقارنة بـ 2.4% في أبريل، ومع استقرار المعدل الأساسي عند 3.1%، هذه البيانات تعتبر حاسمة لتحديد سياسة البنك المركزي الأمريكي خلال اجتماعه القادم في يونيو، على المستوى الأوروبي، أوضح تقرير البنك المركزي الأوروبي أن احتياطات البنوك المركزية من الذهب بلغت نحو 36 ألف طن، مما يُظهر استمرار الاتجاه لتعزيز مقتنيات الذهب وسط استقرار الأسعار على المدى القريب، يدعم هذه التوقعات التوترات الجيوسياسية والتوجهات النقدية المختلفة عالميًا.

أسعار الذهب ودورها في الاقتصاد العالمي

لا يزال الذهب يحظى بدعم من جملة من العوامل الداعمة بدءًا من التوترات الجيوسياسية وتراجع الدولار وصولًا إلى توقعات أن يتم خفض أسعار الفائدة الأمريكية بإجمالي 50 نقطة أساس قبل نهاية العام، هذا يعزز النظرة الإيجابية تجاه المعدن الأصفر خلال الفترة المقبلة، وتعتبر أسعار الذهب عنصرًا حاسمًا في تحديد الاستراتيجيات الاستثمارية خاصة في أوقات عدم الاستقرار، حيث يتميز الذهب بكونه أحد الأصول الأساسية للتحوط ضد المخاطر الاقتصادية والسياسية، في ضوء هذه التطورات، يوفر الذهب فرصًا متعددة للاستثمار، مدعومًا بثبات أسعاره واستدامة الطلب عليه.