زيادة في أسعار النفط وتراجع في قيمة الدولار

تشهد الأسواق المالية العالمية تذبذبات ملحوظة جرّاء مخاوف من توتر أمني يلوح في الأفق بين إسرائيل وإيران، مما يشعل تأثيرات واسعة في الأسواق المختلفة بما في ذلك النفط والدولار الأمريكي، وترتفع أسعار النفط مع التقارير التي تشير إلى احتمال تنفيذ إسرائيل عمليات عسكرية ضد إيران بدون دعم الولايات المتحدة، بينما تندفع إيران بالتهديد بضرب قواعد أمريكية إذا تعثرت المحادثات النووية، ومع استمرار الوضع دون حل، يبقى تأثير هذه التوترات محسوسًا في الأسواق المالية.

التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على النفط

ارتفعت أسعار النفط بشكل مفاجئ بأكثر من 4% نتيجة التوترات بين إسرائيل وإيران، وتجاوزت أسعار النفط نطاقها المعتاد خلال الشهر الماضي، مما يعكس بشكل كبير حساسية أسعار النفط تجاه التوترات الجيوسياسية، منطقة الشرق الأوسط تُعد مركزًا حيويًا لثلث إنتاج النفط العالمي، خاصةً إيران ودول منظمة أوبك مثل السعودية والعراق، ويزداد التوتر بسبب احتمال إغلاق مضيق هرمز الذي يمر منه حوالي 30% من تجارة النفط البحرية.

مضيق هرمز والدور الإيراني

مضيق هرمز يعتبر من أهم نقاط النقل البحري للنفط، وتحكم إيران في الجزء الشمالي من المضيق يزيد من قلق الأسواق، على الرغم من أن احتمالية إغلاقه لا تزال منخفضة بحسب الخبراء، فإن هذا لا يمنع أن أي تصعيد في المنطقة يمكن أن يؤثر بشكل كبير على أسعار النفط عالميا، رئيسة أبحاث السلع العالمية ناتاشا كانيفا قد أكدت أن تدفق النفط سيستمر رغم كل شيء، مما يضيف بعض الطمأنينة لأصحاب المصالح.

الدولار الأمريكي وتأثير التوترات

شهد الدولار الأمريكي هبوطًا كبيرًا حيث وصل إلى أدنى مستوياته خلال ثلاث سنوات، ويرجع هذا الانخفاض إلى مجموعة من العوامل منها التوترات الجيوسياسية والقرارات الاقتصادية المعلنة من قبل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أعلن عن نية فرض رسوماً جديدة، مما زاد من التوتر في الأسواق المالية. مؤشر الدولار انخفض بنسبة 0.8% مقابل سلة من العملات، متجاوزًا بذلك مستويات لم تُشهد منذ مارس 2022، مما يعكس تأثير الأحداث الحالية على الاقتصاد العالمي.

الاتجاه نحو الأصول الآمنة

في ظل عدم الاستقرار المتزايد، اتجه المستثمرون للأصول الآمنة مثل الذهب والفرنك السويسري والين الياباني، مما دعم ارتفاع أسعار هذه الأصول، ارتفع سعر الذهب بنسبة 1% ليصل إلى 3,385 دولارًا للأونصة، بينما ارتفع الفرنك السويسري والين الياباني مقابل الدولار في تراجع لقيمته، وحقق اليورو قفزة بنسبة 1.07% ليصل إلى 1.16 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2021، كل هذه التحركات تشير إلى بحث المستثمرين عن ملاذات آمنة لحماية أصولهم من تقلبات الأسواق.