«انتعاش مستمر» الذهب يقفز مجددًا مع تصاعد الدعم والطلب العالمي

يستمر الذهب في جذب المستثمرين بفضل جاذبيته كملاذ آمن وسط التوترات الجيوسياسية وتغير التوقعات حول السياسة النقدية في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ارتفع سعر صرف الذهب مقابل الدولار الأمريكي ليصل إلى 3370 دولارًا للأونصة. يعود هذا الانتعاش إلى التهديدات الإيرانية للمصالح الأمريكية في المنطقة وإمكانية فشل المفاوضات النووية، وقرار الولايات المتحدة بالإجلاء الجزئي لموظفي سفارتها في بغداد، جميع هذه العوامل قد عززت من أهمية الذهب كاستثمار آمن.

سعر صرف الذهب وتأثره بعوامل التجارة

من المهم النظر في تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بخصوص فرض تعريفات جمركية جديدة على عدد من الشركاء التجاريين قبل الموعد النهائي في يوليو/تموز، إذ عززت هذه التصريحات من حالة عدم اليقين التجاري، ما زاد من جاذبية الذهب بين المستثمرين، وهذا الإقبال على الذهب يعكس مدى الاعتماد على المعدن الثمين لتحقيق استقرار في ظل الأوضاع المتقلبة في الأسواق العالمية.

الذهب ومؤشرات التضخم الأمريكية

التوقعات بخفض الفائدة تعززت بفضل بيانات التضخم التي أظهرت ارتفاعا أقل من المتوقع في مؤشر أسعار المستهلك، مما دفع الأسواق لتسعير خفض متوقع بمقدار 50 نقطة أساس بنهاية العام، وهذا يؤدي إلى انخفاض تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، مما يزيد من جاذبيته لدى المستثمرين، مقارنة بالأصول الأخرى التي يمكن أن تتأثر سلبًا بارتفاع معدلات الفائدة، ومع هذا الأداء القوي يمكن تحقيق استراتيجيات استثمارية ناجحة في أسواق الذهب.

تأثير أسعار المنتجين على الذهب

تتجه الأنظار إلى بيانات مؤشر أسعار المنتجين المتوقع صدورها، والتي إذا أظهرت ارتفاعًا طفيفًا، فقد تعزز الضغوط التضخمية، مما قد يؤثر على السياسة النقدية في الاجتماع القادم للاحتياطي الفيدرالي، فالسياسات النقدية تؤثر بشكل كبير على قيمة الذهب، فمع أي زيادة في الضغوط التضخمية، يميل المستثمرون إلى الذهب كوسيلة للتحوط ضد التضخم والضبابية الاقتصادية.

التوجه الفني للذهب

تقنيًا يواصل الذهب تحركه في نمط مثلث صاعد بالقرب من مستوى 3363 دولار، مدعومًا من خط اتجاه واضح، استقراره فوق المتوسط المتحرك 3335 دولار يعزز التوقعات الإيجابية، سجل مؤشر القوة النسبية قراءة عند 57.57، مشيرًا إلى زخم نحو الصعود، في حال تمكن الذهب من اختراق المقاومة 3406 دولار، يمكنه استهداف مستويات أعلى وصولًا إلى 3495 دولار، وكسر مستوى الدعم 3294 دولار قد يشير إلى تصحيح هابط مستهدفًا مستويات دعم أقل.

بشكل عام، يظل الاستثمار في الذهب خيارًا جذابًا للمستثمرين الذين يبحثون عن الأمان في أوقات الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية، وهذا نابع من دور الذهب كقيمة أصول حقيقية مقارنة بالعملات والأصول النقدية الأخرى، كما أن مراقبة التحليلات الفنية والأساسية لسوق الذهب تساعد المستثمرين في اتخاذ قرارات استثمارية مبنية على المعرفة والتحليل الدقيق للسوق.