«صعود مفاجئ» الذهب يواصل ارتفاعه وسط توترات الشرق الأوسط وضعف الدولار

ارتفعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ خلال الأيام الأخيرة كنتيجة لتصاعد التوترات في الشرق الأوسط وانخفاض قيمة الدولار مما جعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب وارتفعت أسعار الذهب الفوري بنسبة 0.7% ليصل السعر إلى 3375.06 دولار للأوقية، بينما زادت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 1.5% لتصل إلى 3395 دولار، يأتي هذا في وقت تزداد فيه التوترات الجيوسياسية وتتصاعد المخاطر في المنطقة.

أسعار الذهب وتأثير الدولار

انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى له منذ شهرين تقريباً أضفى جاذبية إضافية على الذهب، حيث يمثّل الدولار الضعيف فرصة لشراء الذهب بأسعار أكثر تنافسية الدول الأخرى غير المعتمدة على الدولار تُعتبر من المستفيدين الرئيسيين، حيث يسهل عليهم الاستثمار في الذهب بأسعار منخفضة للغاية.

النزاعات الجيوسياسية وتأثيراتها على الذهب

ارتفعت أسعار الذهب كاستجابة للمخاوف الجيوسياسية، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب التي تشدد على نقل الموظفين الأمريكيين من الشرق الأوسط المخاطر الجيوسياسية دفعت الكثير من المستثمرين إلى البحث عن ملاذات استثمارية آمنة، وكان الذهب أحد الخيارات البارزة في هذا السياق، مما تسبب في زيادة الطلب عليه وبالتالي ارتفاع الأسعار.

التضخم الأمريكي والتوقعات المستقبلية لأسعار الذهب

أثرت بيانات التضخم الأمريكية بشكل كبير على أسعار الذهب، حيث جاءت أضعف من المتوقع واشارت البيانات إلى أن تضخم أسعار المستهلك الأمريكي في مايو لم يكن بالقوة المتوقعة، مما ساعد على تقليل الضغوط على الاحتياطي الفيدرالي بشأن رفع أسعار الفائدة، ومن المحتمل أن يتم تخفيضها بنهاية العام، مما يعزز من جاذبية الذهب كاستثمار طويل الأمد.

اتفاقيات تجارية وتأثيرها على الذهب

أعلنت الولايات المتحدة عن التوصل إلى إطار عمل لاستعادة الهدنة التجارية مع الصين، وهو تطور يمكن أن يؤثر إيجابياً على الأسواق العالمية، بما في ذلك سوق الذهب، حيث قد تجنب هذه الاتفاقيات فرض رسوم جمركية أعلى، مما يفتح الباب لتحسين العلاقات التجارية ومع ذلك، فإن عدم اليقين المستمر بشأن النتائح النهائية لتلك المفاوضات قد يشكل دوافع إضافية للمستثمرين للبحث عن الأمان في الذهب، خاصة في ظروف اقتصادية مضطربة.

أسواق المعادن النفيسة الأخرى

لم تكن أسعار الذهب وحدها التي شهدت زيادة، بل ارتفعت أيضاً أسعار الفضة والبلاتين على الرغم من انخفاض بقليل في أسعار البلاديوم الفضة ارتفعت بنسبة 0.4% لتصل إلى 36.38 دولار، في حين زاد البلاتين بنسبة 1.3% ليصل إلى 1272.50 دولار، الذي لا يزال يحوم حول أعلى مستوى له منذ أربع سنوات، مما يعكس تأثيرات الجغرافيا السياسية والاقتصادية على كافة المعادن النفيسة وليس الذهب وحسب.

السلعة السعر (دولار)
الذهب الفوري 3375.06
العقود الآجلة للذهب 3395
الفضة 36.38
البلاتين 1272.50
البلاديوم 1068.92

يلعب الذهب دوراً محورياً في الاقتصاد العالمي لا سيما في ظروف التقلبات الجيوسياسية والاقتصادية، وتبين الأوضاع الحالية أن الذهب لا يزال يحتفظ بجاذبيته كوسيلة لحفظ القيمة ومواجهة المخاطر الاقتصادية الكبيرة.