«توجهات جديدة» الذهب يتألق مع تزايد ثقة المستثمرين في الأصول الآمنة

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا اليوم، حيث دفعت التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن، ويترافق ذلك مع التوقعات بخفض البنك المركزي الأميركي لأسعار الفائدة. البيانات المتعلقة بالتضخم في الولايات المتحدة قدمت مزيدًا من الدعم لهذه التوقعات، وسط إقبال متزايد على المعادن النفيسة الأخرى كجزء من استراتيجية تحوط شاملة للتجار والمستثمرين.

أسعار الذهب والمعادن النفيسة

الذهب، الذي يعتبر من أبرز أصول الملاذ الآمن، شهد ارتفاعًا في المعاملات الفورية بنسبة 0.3% ليصل إلى 3364.10 دولار للأونصة، بينما زادت العقود الأميركية الآجلة بنسبة 1.2% لتصل إلى 3384.40 دولار. انخفاض مؤشر الدولار بنسبة 0.1% ساهم في جعل الذهب، الذي يتم تسعيره بالدولار، أقل تكلفة للمشترين من الخارج، ما زاد من جاذبية الاستثمار فيه. في الوقت ذاته، يعكف المستثمرون على الذهب كخيار مفضل بسبب تزايد الضبابية الجيوسياسية المتمثلة في التصريحات الأمريكية بشأن الأوضاع في الشرق الأوسط.

التضخم وتوقعات الفائدة

أظهرت بيانات التضخم الأميركية زيادة محدودة في مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.1% فقط في مايو، في حين كانت التوقعات تشير إلى زيادة بنسبة 0.2%. هذه الأرقام تعزز من فرص خفض أسعار الفائدة بنسبة 50 نقطة أساس مع نهاية العام، وتزيد من ترقب المستثمرين للبيانات المتوقعة حول مؤشر أسعار المنتجين. موعد صدور هذه البيانات التي ستوضح مسار السياسة النقدية للبنك المركزي الأميركي هو الساعة 1230 بتوقيت غرينتش، وذلك قبيل اجتماعه المرتقب يومي 17 و18 يونيو.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

أما المعادن النفيسة الأخرى، فقد شهدت حركة إيجابية متفاوتة، إذ ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.3% لتصل إلى 36.32 دولار للأونصة. كما شهد البلاتين ارتفاعًا بنسبة 0.8% ليصل إلى 1265.32 دولار، ما يجعله قريبًا من أعلى مستوياته خلال الأربع سنوات الماضية. في المقابل، انخفض البلاديوم بنسبة 1% ليصل إلى 1069.65 دولار.

دوافع الاستثمار في الذهب

يبقى الذهب خيارًا استثماريًا جاذبًا في ظل حالة القلق الاقتصادي والسياسي التي تسيطر على الأسواق العالمية. التوترات الجيوسياسية ترفع من استعداد المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة، مثل الذهب، لحماية أموالهم من مخاطر السوق المتقلبة. وتزداد أهمية الذهب كجزء من استراتيجية إدارة المخاطر في ظل احتمالات خفض الفائدة الأميركية، ما قد يدفع بسعر الذهب إلى مستويات جديدة.