أسعار النفط تتصاعد لأعلى مستوى في عشرة أسابيع وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط

ارتفعت أسعار النفط في يوم الأربعاء 11 يونيو، وبلغت أعلى مستوياتها خلال حوالي 10 أسابيع، تأثرت السوق بالنشاط الجيوسياسي في الشرق الأوسط، حيث أُعلن عن استعدادات لإجلاء جزئي في السفارة الأمريكية في العراق نتيجة مخاوف أمنية، بالإضافة إلى تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن توصل الولايات المتحدة والصين إلى اتفاق تجاري، مما أدى إلى تخفيف حدة التوترات التجارية بين البلدين. العقود الآجلة لخام برنت ارتفعت بمقدار 2.90 دولار، ما يعادل نسبة 4.34%، لتصل إلى 69.77 دولار للبرميل عند التسوية، وهو أعلى مستوى تسوية منذ الثالث من أبريل، كذلك صعدت العقود الآجلة للخام الأمريكي بمقدار 3.17 دولار أو 4.88%، مسجلة 68.15 دولار للبرميل عند التسوية، وهو أعلى مستوى لها منذ الثاني من أبريل.

ارتفاع أسعار النفط

شهدت الأسواق حركة نشطة في شراء العقود الآجلة للنفط بعد التقارير عن إجلاء جزئي للموظفين الأمريكيين من السفارة في العراق، ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مصادر أمريكية أن وزارة الخارجية الأمريكية أجازت مغادرة الموظفين غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم من البحرين والكويت، وهو ما يُفسر الأجواء المتوترة التي شهدتها المنطقة. التقلبات في السوق لم تتوقف حيث ساهمت تصريحات ترامب عن التوصل إلى اتفاق تجاري أولي بين الولايات المتحدة والصين في تهدئة الأوضاع التجارية، تضمن الاتفاق فرض رسوم جمركية بنسبة 55% على البضائع الصينية، مقابل تعرفة جمركية صينية بنسبة 10%، الرئيس ترامب أشار إلى أن الاتفاق الجديد يتطلب مراجعة منه ومن الرئيس الصيني شي جين بينغ للموافقة النهائية، هذا التفاهم يُشير إلى بداية تحسين العلاقات الاقتصادية بين القوتين العالميتين.

الاتفاق التجاري وتأثيره على أسعار النفط

الاتفاق التجاري بين واشنطن وبكين، يُعد من العوامل الداعمة لاستقرار أسعار النفط وتعافيها بعض الشيء، حيث وافقت الصين على تزويد الولايات المتحدة بمواد مغناطيسية ومعادن أرضية نادرة، بينما سيتاح للطلاب الصينيين الدراسة في الجامعات الأمريكية، هذا الالتزام المتبادل يشير إلى تحسن العلاقات الاقتصادية، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على الأسواق العالمية، في المقابل، استمرت التوترات مع إيران حيث صرح ترامب عن شكوكه في قدرة طهران على الالتزام بوقف تخصيب اليورانيوم ضمن اتفاق نووي محتمل، طهران حذرت بأنها ستقصف قواعد أمريكية في الشرق الأوسط في حال فشل المفاوضات مع واشنطن.

التوترات السياسية وأثرها على سوق النفط

في ظل الأجواء السياسية المتوترة، يعتبر النفط سلعة استراتيجية تتأثر بأية اضطرابات جيوسياسية يستطيع المتداولون استغلال هذه الأحداث لتحقيق مكاسب في السوق النفطية، خاصة أن الأوضاع السياسية الراهنة تُعزز من تقلب الأسعار؛ مما يدفع المستثمرين إلى اتخاذ قرارات استثمارية حذرة، الأحداث الأمنية وتأثيراتها تؤكد على أهمية النفط كمؤشر اقتصادي حساس للتغيرات، سواء كانت بسبب الصفقات التجارية أو النزاعات السياسية، بناءً على ذلك، يمكن اعتبار المرحلة الحالية فرصة استراتيجية للمتداولين الراغبين في الاستثمار ضمن العقود الآجلة للنفط.