هل يؤثر تباطؤ التضخم في أمريكا على قرار الفيدرالي بخفض الفائدة؟

مع تسجيل تباطؤ ملحوظ في التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية، تتزايد التساؤلات حول إمكانية قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة، وهذا يعتبر تطوراً مهماً للأسواق العالمية التي تترقب أي تحركات من قبل الفيدرالي. فقد أظهر تقرير رسمي صادر يوم الأربعاء أن مؤشر أسعار المستهلك قد ارتفع بشكل طفيف بنسبة 0.1% فقط في شهر مايو مقارنة بالشهر السابق أبريل الذي شهد ارتفاعاً بنسبة 0.2%؛ وهو ما كان دون توقعات المحللين. يُشار إلى أن معدل التضخم السنوي بلغ 2.4٪، وهو أقل بقليل من توقعات السوق البالغة 2.5٪.

خفض الفائدة وتأثيره على الأسواق العالمية

بعد الإعلان عن هذه البيانات، قفزت التوقعات بخفض الفائدة حيث أظهرت العقود الآجلة أن احتمالية تقليل الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في شهر سبتمبر ارتفعت إلى 68٪ مقابل توقعات سابقة بلغت 57٪. هذه البيانات أثرت إيجابياً حيث رفعت التوقعات بشأن خفض محتمل في يوليو إلى 18% مقارنة بنسبة 13% في وقت سابق من اليوم ذاته، مما يدل على تأثير كبير لخفض الفائدة المنتظر من الاحتياطي الفيدرالي على الاستثمارات والتحركات المالية في الأسواق العالمية.

الفيدرالي الأمريكي وسياسة أسعار الفائدة

رغم التوقعات المتزايدة، يتوقع أن يحافظ الفيدرالي الأمريكي على أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه المقبل، ضمن النطاق المستهدف بين 4.25% و4.50% الذي تم تثبيته منذ ديسمبر الماضي. هذا النطاق يعكس حاليا تراجع معدلات البطالة إلى 4.2%؛ ومع ذلك، تظل هناك ضغوطات التضخم إلى جانب سياسة الرسوم الجمركية التي تعقد المشهد الاقتصادي. يرغب الاحتياطي الفيدرالي في مراقبة تطورات السوق بدقة قبل اتخاذ أي قرارات تخفيضية في الفائدة.

تشديد السياسات التجارية

تواجه السياسات التجارية الأمريكية بعض التعقيدات نتيجة الرسوم الجمركية. فقد أعلن الرئيس السابق دونالد ترامب عن اتفاق تجاري جديد مع الصين ينص على فرض رسوم جمركية بنسبة 55٪ على الواردات الصينية، ما يعتبر انخفاضًا عن النسبة السابقة البالغة 145٪ في أبريل، لكنه لا يزال أعلى بكثير مقارنة بما قبل الحرب التجارية. هذا الاتفاق الجديد يُعد مهماً للسيطرة على تدفقات الواردات دون أن يسبب تأثيرات سلبية على معدل التضخم والأسعار تجاه بقية الشركاء التجاريين، حيث لم تتوصل الولايات المتحدة سوى إلى اتفاق إضافي واحد مع المملكة المتحدة وسط مخاوف من انتهاء مهلة تعليق الرسوم المرتفعة في يوليو دون التوصل إلى تفاهمات.

مطالبات خفض الفائدة من ترامب

دونالد ترامب لم يكتف بالتصريح بل طالب بخفض فوري وكبير لأسعار الفائدة خلال منصة التواصل الاجتماعي “تروث سوشيال”، حيث اعتبر أن تقليل أسعار الفائدة بمقدار كامل يعد أمراً ضرورياً للتغلب على عبء فوائد الديون المرتفعة. بحسب اعتباره، فإن ذلك يمثل فرصة لتحفيز الاقتصاد في ضوء الأرقام الأخيرة لتضخم، حيث يرى أن هذا التحرك من الفيدرالي يجب أن يتم سريعاً لضمان فعاليته.