مراهق تل أبيب يكشف شبكة جواسيس إيرانية تخترق إسرائيل

تسعى شبكة جواسيس إيران إلى اختراق إسرائيل عبر تجنيد مراهقين وشباب لإتمام مهام تجسسية، حيث كشفت السلطات الإسرائيلية عن ضبط نصيب لا بأس به من هؤلاء الجواسيس، مما يشكل تحديًا أمنيًا كبيرًا. كان آخر الاعتقالات تتعلق بمراهق يبلغ من العمر 13 عامًا، استُهدف بتجنيده لتنفيذ مهام مقابل مبالغ مالية عبر تطبيقات مثل “تليجرام”. الشرطة والشاباك أوضحوا أن هذا جزء من استراتيجية إيرانية تهدف إلى تنفيذ نشاطات إرهابية باستخدام التكنولوجيا والفضاء الرقمي.

شبكة جواسيس إيران داخل إسرائيل

تعتمد إيران على “عمليات التجنيد الرقمي” لاستدراج الإسرائيليين للعمل معها عبر الإنترنت، وهي استراتيجية جديدة تسعى إلى اجتذاب الأفراد ذوي الاحتياجات المالية الماسة عبر استخدام العملات المشفرة لإغرائهم. تعمد هذه الشبكة إلى تنفيذ مهام تجسس متنوعة تشمل تصوير منظومات دفاعية مثل القبة الحديدية، ورسم شعارات تحريضية على الجدران، ما يعزز من خطورة الاختراقات الأمنية المحتملة على السلامة العامة والأمن الوطني الإسرائيلي.

تجنيد عبر الإنترنت

تركز عمليات التجسس على تجنيد الأفراد عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث يتم إنشاء حسابات مزيفة لاستدراج المستخدمين وتنفيذ مهام تخريبية. مع تصاعد عدد العملاء المحتجزين بنسبة 400% مقارنة بالعام السابق، تتواصل الجهود لكشف هذه الشبكات والتصدي لها. غالبية المجنَّدين هم من اليهود الإسرائيليين، حيث وجدوا في عرض المال دافعًا قويًا للتورط في تلك الشبكات الخطيرة.

استراتيجيات عملياتية إيرانية

وفق التقارير، تعتمد إيران في تجنيد الإسرائيليين على استخدام “صيد السمك” عبر الإنترنت، حيث تُنشأ حسابات مزيفة على تطبيقات مثل “تلجرام” و”واتساب” لتسهيل الاتصال بشبكات داخل إسرائيل. طريقة العمل تبدأ بمهمات بسيطة تتصاعد تدريجيًا إلى مهام أخطر تشمل التخريب وتنفيذ عمليات اغتيال. تُركز استراتيجيات التجنيد على الفئات الضعيفة اجتماعيًا واقتصاديًا، مثل المهاجرين والمحتاجين ماديًا، مستغلة ضغوطهم لإشراكهم في أنشطة غير قانونية.

تداعيات وتحديات أمنية

تعتبر عمليات التجنيد المستهدفة لأفراد بمفردهم وتسخيرهم كأفراد مستأجرين تحديًا كبيرًا للأمن الإسرائيلي. تعتمد إيران على وسائل التخفي الإلكتروني لتفادي الإجراءات الأمنية الإسرائيلية. اندلعت حوادث التخريب البسيطة في البداية، ثم تصاعدت إلى أعمال أكثر عنفًا مثل تصوير منظومات دفاعية وتخطيط محاولات اغتيالات لمسؤولين سياسيين وأمنيين، ما يُظهر خطورة الوضع ويزيد من تعقيد الجهود الأمنية.

استجابة السلطات الإسرائيلية

تعمل السلطات الإسرائيلية بإصرار لمكافحة الجواسيس الإيرانيين عبر تكثيف جهود الشاباك والشرطة، وتحذير المواطنين من الرسائل المشبوهة وإنشاء وحدات أمنية متخصصة لتفكيك الحسابات المزيفة عبر الإنترنت. إضافة إلى تعزيز التعاون مع الدول الغربية، تعد تلك الجهود خطوة هامة لتعزيز الأمن الداخلي الإسرائيلي وحمايته من عمليات الاختراق التي تستهدف الإضرار بالمصالح الأمنية والسياسية للبلاد.