«قفزة ذهبية» الذهب يتفوق على اليورو وتصبح قيمته الاحتياطية الأكبر بعد الدولار في 2024

شهد الذهب زيادة ملحوظة في قيمته واستخدامه كاحتياطي عالمي في عام 2024، حيث تجاوز مكانة اليورو ليصبح ثاني أهم احتياطي بعد الدولار الأمريكي، هذا التحول جذب اهتمام البنوك المركزية العالمية التي بدأت تكدس الذهب بشكل متزايد، يأتي ذلك وفقًا لتقرير صادر عن البنك المركزي الأوروبي الذي أشار إلى أن هذا الإقبال قد يبلغ ذروته قريبا، ويعتقد المحللون أن البنوك المركزية قد تصل إلى مستويات من المخزون لم تشهدها منذ خمسينيات وستينيات القرن الماضي؛ ويعكس هذا الوضع التغيرات الجذرية في النظام النقدي العالمي.

الذهب كاحتياطي نقدي

بسبب ارتفاع سعر الذهب، أصبحت البنوك المركزية تراه كاستثمار آمن ووسيلة فعالة للتحوط من التضخم، يملك الذهب قيمة ومرونة على المدى الطويل، حيث إنه يتحمل التقلبات الاقتصادية في الأسواق العالمية بشكل أفضل من الأصول الأخرى؛ كما يوفر احتفاظ البنوك المركزية بالذهب قدرة على دعم عملاتها الوطنية في أوقات الأزمات، بالنظر إلى أن نسبة الطلب من البنوك المركزية على الذهب تجاوزت 20% من الطلب العالمي.

البنوك المركزية وزيادة الطلب على الذهب

يعد التحوط من التضخم وترسيخ مرونة في النظام المالي من الدوافع الرئيسية وراء زيادة البنوك المركزية لمخزوناتها من الذهب، يعزز ذلك قدرة البنوك المركزية على مواجهة التحديات الاقتصادية المتزايدة مثل العقوبات الدولية وتآكل مكانة العملات الرئيسية في النظام المالي العالمي، كما أشارت البيانات إلى أن الذهب أصبح أكثر جاذبية للدول الناشئة والنامية التي تسعى لتنويع احتياطياتها وسط مخاوف اقتصادية وجيوسياسية مستمرة.

العوامل الجغرافية وراء ازدهار الذهب

شهدت الصين، إلى جانب الهند وتركيا، زيادة كبيرة في الطلب على الذهب بالسنوات الأخيرة، هذه الدول تعد من المحركات الرئيسية التي ساهمت في تصاعد قيمة الذهب عالمياً، يظهر التأثير الجغرافي واضحًا من خلال الإقبال المتزايد من اقتصادات صاعدة ذات ثقافة استثمارية خاصة بالذهب، مما يدفع البنوك المركزية في هذه الدول لمزيد من الشراء لدرء المخاطر الاقتصادية المحتملة.

العامل القيمة
حصة الطلب العالمي للبنوك المركزية 20%
مكانة الذهب كاحتياطي عالمي الثاني بعد الدولار

تأثير السوق والتقلبات الاقتصادية

على الرغم من أن أسعار الذهب سجلت ارتفاعات قياسية في الأعوام الماضية، يظل السوق عرضة للتقلبات، فقد شهدت الأشهر الأخيرة تذبذبا ملحوظا بفعل السياسات الاقتصادية العالمية المتغيرة، بما في ذلك التعريفات الجمركية الأمريكية، وحدثت نقطة تحول كبيرة حينما انطلق الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، مما دعم اللجوء بشكل كبير إلى الملاذات الآمنة مثل الذهب.

توقعات مستقبلية بشأن الذهب

لا تزال توقعات ارتفاع أسعار الفائدة والتوترات الجيوسياسية تلقي بظلالها على المستقبل الاقتصادي العالمي، مع بقاء الذهب جزءاً أساسياً من الاستراتيجيات المالية للبنوك المركزية. تزداد أهمية الذهب في ظل عدم اليقين المستمر، ومع استمرار التغيرات في السياسات الاقتصادية والجيوسياسية بشكل عام، فإن البنوك المركزية قد تتخذ خطوات أكبر نحو الذهب كاحتياطي أساسي للتخفيف من تلك المخاطر.