«غموض مستمر» أسعار الذهب تتأرجح وسط تقلبات الاقتصاد العالمي

يتغير مشهد الاقتصاد العالمي باستمرار، ويمثل الذهب ركيزة أساسية للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار، خاصة في ظل توقعات أسعار الذهب غير المؤكدة لعام 2025. يشكل استمرار عدم اليقين الاقتصادي العالمي، الناتج عن التوترات الجيوسياسية، وتقلبات أسعار الفائدة، والنمو الاقتصادي غير المتكافئ، عاملاً مساهماً في تقلبات سوق المعادن الثمينة. يظل الذهب ملاذاً آمناً في ظل الظروف المضطربة، حيث يُعتبر مخزناً موثوقاً للقيمة حين تزداد اضطرابات الاقتصاد والسياسة.

أهمية الذهب كملاذ آمن في الأوقات المضطربة

في عام 2025، يحتفظ الذهب بدوره كمخزن للقيمة، خصوصًا في مواجهة التضخم والسياسات الحكومية التي تقوض قيمة العملات الورقية، مما يجعله وسيلة مفضلة للتحوط ضد عدم اليقين. حيث إن التحديات العالمية مثل النزاعات التجارية والركود المحتمل في الاقتصادات الرئيسية والصراعات الجيوسياسية تؤكد على أهمية هذا الدور، ويكشف مجلس الذهب العالمي أن البنوك المركزية تواصل شراء الذهب بكميات كبيرة، مع توقع تجاوز صافي الشراء 1000 طن في 2025 للسنة الرابعة على التوالي، مما يعكس عدم الثقة في الأنظمة المالية التقليدية.

الدوافع الرئيسية لتقلبات أسعار الذهب في عام 2025

تتعدد العوامل التي تسهم في تقلبات أسعار الذهب، وأبرزها مسار السياسة النقدية في الولايات المتحدة. فالتوقعات تشير إلى إمكانية أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بواقع 100 نقطة أساس مع نهاية 2025، وتسهم أسعار الفائدة المنخفضة في دعم أسعار الذهب عن طريق إضعاف الدولار الأمريكي وجعل الذهب أكثر جاذبية مقارنة بالأصول ذات الفائدة كسندات الدول. لكن في حال ظل التضخم أعلى من المستويات المستهدفة، فقد يضطر الفيدرالي لاتخاذ نهج أكثر حذرًا، مما يضيف المزيد من الغموض للسوق.

حركة السعر اليوم

يبدو أن الأسواق الأميركية والبريد تستبشر بالإعلان إيجابي من المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في لندن، إذ تراجعت العقود الآجلة للذهب كومكس بنسبة 0.32٪ إلى 3,344.3 دولار، وسجلت أسعار الذهب مؤخراً رقما قياسياً حيث بلغ 3,509.9 دولار، ولكن حالياً يتم تداول العقد بنسبة 2.5٪ أقل من هذا المستوى المرتفع. تستمر المحادثات بين الولايات المتحدة والصين لليوم الثاني، مع تفاؤل من وزير التجارة الأمريكي حول سير المحادثات بشكل جيد.

العوامل الاقتصادية المؤثرة على سعر الذهب

يظل النمو الاقتصادي العالمي أحد العوامل المؤثرة، فقد لا يظل النمو إيجابيًا في بعض المناطق مثل الصين وأوروبا، إذ يعيق انعدام اليقين الاقتصادي الطلب على المجوهرات الذهبية في الصين، بينما في الهند، يعد الطلب على المجوهرات حسّاسًا لتقلبات الأسعار، حيث تعد الأسعار المستقرة محددًا رئيسيًا للشراء المستمر. بناءً على ذلك، يظل الذهب سلعة أساسية تستقطب اهتمام المستثمرين والمحللين، وعلى الرغم من التغيرات والتحديات الموجودة، يظل الذهب محور استثمار لتحقيق الاستقرار الاقتصادي عبر الأزمات والاضطرابات.