«مفاجأة اقتصادية» أسعار الذهب تتراجع مع ترقب المحادثات الأمريكية الصينية

تعتبر أسواق الذهب من المواضيع الحساسة التي تستحوذ على اهتمام المستثمرين، خاصة في ظل تراجع أسعار الذهب الطفيف خلال الأيام الماضية، مع مراقبة دقيقة للمحادثات الجارية بين الولايات المتحدة والصين، التي يحمل المراقبون آمالًا كبيرة بأن تساهم في تهدئة التوترات التجارية وتعزيز الاقتصاد العالمي، وبهذا يمكن أن يؤدي ذلك إلى تقليل الإقبال على الأصول الآمنة مثل الذهب، خاصة مع زيادة مؤشر الدولار بنسبة 0.2% أمام سلة من العملات، مما يجعل الذهب أقل جاذبية لمن يحملون عملات أخرى، وهو ما يشكل ضغطًا على الطلب عليه.

تأثير المحادثات الأمريكية الصينية على أسواق الذهب

وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك أكد أن المحادثات مع الصين تسير في الاتجاه الصحيح ومن المتوقع استمرارها طوال اليوم، في محاولة لتحقيق تقدم ملموس بشأن القضايا التجارية التي تُعكر صفو العلاقات بين القوتين الاقتصاديتين، وقد تدفع أي نتائج إيجابية من هذه المحادثات إلى تقليل جاذبية الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا في أوقات الاضطرابات، ذكر بوب هابركورن، كبير استراتيجيي الأسواق في شركة «RJO Futures»، أن المستثمرين ينتظرون تراجعًا في الأسعار إلى مستوى 3,100 دولار للأوقية.

السوق العالمية للمعادن وتأثيرات الدولار

إلى جانب الذهب، تراجعت أسعار المعادن النفيسة الأخرى، حيث انخفضت الفضة بنسبة 0.5% لتصل إلى 36.53 دولار للأوقية، كما شهد البلاتين هبوطًا بنسبة مماثلة ليستقر عند 1,213.08 دولار، بعد أن شهد ارتفاعًا مثيرًا منذ مايو 2021، بينما تراجع البلاديوم بنسبة 1.2% ليستقر عند 1,061.85 دولار، تناول ألكسندر زومفه، تاجر المعادن الثمينة لدى «هيراوس ميتالز» في ألمانيا، أسباب ارتفاع أسعار البلاتين التي تتعلق بمخاوف الإمدادات وزيادة اهتمام المضاربين، أما البلاديوم فقد وُصف بأنه متأخر الأداء نظرًا لقلة الطلب وضعف الإقبال الاستثماري عليه.

مؤشرات السوق وتأثيرها على السياسة النقدية

ينتظر المستثمرون أيضًا بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة المتوقعة يوم الأربعاء، حيث تسهم هذه البيانات في توجيه السياسة النقدية المتعلقة بسعر الفائدة، وفي حال أظهرت البيانات ارتفاعًا في التضخم، فقد يؤثر ذلك على قرارات الفيدرالي الأمريكي بخصوص رفع الفائدة، ما يعتبر مؤشرًا مؤثرًا على الطلب على الذهب والاستثمار فيه.

التوقعات المستقبلية في أسواق الذهب

التوقعات للمستقبل تشير إلى أن الأحداث الجيوسياسية والاقتصادية الجارية ستظل تؤثر على أسعار الذهب وباقي المعادن النفيسة، خاصة مع التقلبات المتوقعة للأسعار في ظل الظروف العالمية، كما يظل الحذر قائماً في متابعة الأسواق لمعرفة الاتجاهات المقبلة في السياسات العالمية وتأثيراتها المختلفة على المعادن.

باتت العلاقة بين الذهب وأسعار الفائدة وتأثير السوق العالمي من المتغيرات التي يصعب التنبؤ بها بدقة، ولكن المؤكد أن الذهب سيظل في موضع اهتمام كبير للمستثمرين، مع مراقبة دقيقة لكل ما يجري في الساحات الاقتصادية والسياسية العالمية.