هل من المتوقع أن تشهد أسعار النفط قفزة كبيرة؟

ارتفعت أسعار النفط بشكل ملحوظ في الأسواق العالمية، حيث وصلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط إلى نحو 66.1 دولارًا للبرميل، مما يعكس زيادة مستمرة نتيجة التوترات الجيوسياسية. هذه التطورات جرت بعد أن عقدت روسيا وأوكرانيا جولة جديدة من محادثات السلام، لكنها لم تُسفر عن نتائج ملموسة في إنهاء النزاع القائم منذ ثلاث سنوات، وقد زادت هذه الأحداث من المخاوف المتعلقة بإمدادات النفط.

ارتفاع أسعار النفط

الأحداث الجيوسياسية التي تشهدها روسيا وأوكرانيا ليست العامل الوحيد الذي يؤثر على ارتفاع أسعار النفط، فهناك أيضاً حريق غابات في ألبرتا، كندا، أجبر على وقف مؤقت لإنتاج النفط والغاز، مما زاد من الضغط على الإمدادات. في السياق ذاته، قررت أوبك+ الحفاظ على مستوى زيادة الإنتاج الذي كان معمولاً به في الشهرين الماضيين، ما ساهم في تخفيف المخاوف من زيادة كبيرة في العرض التي قد تؤدي إلى انخفاض في الأسعار.

إيران والنزاع النووي وتأثيره

أكد مسؤول دبلوماسي إيراني رفض بلاده للاقتراح الأمريكي بتسوية النزاع النووي القائم منذ سنوات. وموقف إيران هذا يعكس التوترات المستمرة مع الولايات المتحدة بشأن تخصيب اليورانيوم، ونتيجة لذلك، تتزايد الشكوك حول إمكانية التوصل إلى اتفاقية نووية تسهم في استقرار أسعار النفط. هذه المعطيات تسلط الضوء على أهمية مراقبة التغيرات الجيوسياسية وتأثيرها المباشر على أسعار السوق.

آثار قرارات أوبك+ على أسعار النفط

قررت أوبك+ في اجتماعها الأخير زيادة الإنتاج بمعدل 411 ألف برميل يومياً، وهي زيادة أقل من المتوقع لكنها لعبت دوراً في دعم الأسعار. التوقعات السابقة كانت تشير لزيادة أكبر، مما أدى إلى تحركات إيجابية في الأسواق وأسهم الطاقة. تساعد هذه القرارات في حفظ توازن بين العرض والطلب، وتقليل احتمالات حدوث حرب أسعار شبيهة بما حدث في 2020، وهو سيناريو لا ترغب فيه الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة التي لا يمكنها تحمل سعر نفط يقل عن 50 دولاراً للبرميل.

تحليل منحنى العقود الآجلة: انعكاس جديد

يظهر التحليل الحالي لحالة منحنى العقود الآجلة النفطية أنه بحالة تراجع، ما يُعرف كذلك بالـ”باكواردشن”، وهي ظاهرة يكون فيها السعر الآجل أقل من السعر الفوري، الأمر الذي يعزز التكهنات بارتفاع الأسعار في المستقبل. هذا الانحراف في المنحنى يدفع في اتجاه صعودي وقد يؤدي إلى بلوغ أسعار النفط 70 دولاراً للبرميل في الفترة المقبلة، خاصة مع تصاعد التوترات الجيوسياسية وتزايد أنشطة التداول.

البيئة الاقتصادية المحيطة والإشارات إلى الأسواق تأخذ بعين الاعتبار عوامل متعددة منها:

• احتياجات العرض والطلب في السوق
• الأحداث الجيوسياسية وتأثيرها على الإمدادات
• قرارات المنظمات الكبرى مثل أوبك+

التوترات القائمة حالياً بين روسيا وأوكرانيا وسعي إيران لزيادة تخصيب اليورانيوم يزيدان من حالة الغموض في الأسواق، إلا أن انعكاس منحنى العقود الآجلة واستمرار الطلب العالمي تشير إلى أن أسعار النفط قد تواصل الانتعاش، خاصة في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية التي تقلل إمكانية التوصل إلى حلول توافقية.