«عودة البنوك» سعر الدولار أمام الجنيه كيف يُحدد وما المتوقع؟

تستند أسعار العملات إلى عوامل متعددة تؤثر على تحديد قيمتها، ويعتمد سعر الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري على قوى السوق وآليات العرض والطلب، وتتأثر هذه الآليات بمستويات الاحتياطيات النقدية الداخلية للبنوك وتنازلات العملاء عن العملات، أي ببيع ما لديهم من عملات إلى البنوك، وبالإضافة إلى ذلك، يلعب حجم الطلب من الأفراد والشركات دورًا حيويًا في تحديد السعر، مما يتسبب في تغيرات مستمرة في أسعار الدولار على مدار اليوم.

آليات سعر الدولار

في سوق الصرف، يتم تحديد المعروض من الدولار من خلال حجم الاحتياطيات الداخلية الموجودة لدى البنوك، بالإضافة إلى تنازلات العملاء، حيث يتمثل هذا في بيع الأفراد والشركات ما يمتلكونه من عملات دولية، ويعتمد السعر أيضًا على مستوى الطلب على الدولار من قبل الأفراد والشركات، وبذلك يعكس السعر العلاقة بين العرض والطلب، ويتغير بمرونة حسب الأوضاع الاقتصادية والمالية.

توقعات سعر الدولار

شهدت الأسابيع الأخيرة تراجعًا تدريجيًا في سعر الدولار أمام الجنيه المصري ليصل إلى 49.58 جنيه، ويُعزى هذا الانخفاض إلى زيادة تدفقات النقد الأجنبي، لا سيما من تحويلات المصريين بالخارج، وكذلك الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة، ويُتفائل الكثيرون بأن الدولار سيستمر في التراجع مع استئناف عمل البنوك وخروج مزيد من الاستثمارات والتدفقات المالية.

الثقة الاقتصادية والاستثمار

من المتوقع أن تصل تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى نحو 42 مليار دولار خلال السنة المالية 2025-2026، وهو ما يُظهر ازدياد الثقة في الاقتصاد المصري، وتلعب الاستثمارات الأجنبية دورًا محوريًا في دعم الاقتصاد المحلي، مما يعزز من قوة الجنيه أمام الدولار، ويؤشر إلى مستقبل واعد للاقتصاد المصري.

إدارة سعر الدولار داخل البنوك

تعتبر غرفة المعاملات الدولية في كل بنك مسؤولة عن إدارة التسعير الداخلي للعملات الأجنبية والعربية، وتقوم هذه الغرف عبر الأنظمة الداخلية للبنوك بإبلاغ الفروع المختلفة بأسعار العملات بناءً على مستويات السيولة المتاحة والطلب عليها، ويتم عرض هذه الأسعار بانتظام داخل الفروع لتحديثها وفق التغيرات الحالية في السوق.

مكانة الدولار العالمية

يعتبر الدولار الأمريكي العملة الأكثر تداولًا في العالم بسبب دوره الأساسي في التجارة الدولية واعتباره عملة احتياطيات رئيسية، حيث تتم حوالي 88% من تعاملات التجارة الدولية بالدولار، كما يمثل الدولار نحو 55% من احتياطيات العملات العالمية، مما يجعله عنصرًا أساسيًا في سلة العملات لدى البنوك المركزية العالمية.

أصل تسمية الدولار

يعود أصل اسم الدولار إلى كلمة ثالر، وهو اسم عملات معدنية صُكت للمرة الأولى في عام 1519 من الفضة المستخرجة محليًا في إحدى المدن بجمهورية التشيك، ومع مرور الزمن، أصبح الدولار عملة قوية عالميًا خاصة بعد صعود الولايات المتحدة كقوة اقتصادية وعسكرية بعد الحرب العالمية الثانية في عام 1945.