تحذيرات جديدة تشير إلى تقلبات مرتقبة، فهل لا يزال الدولار يحتفظ بجاذبيته؟

الأسواق العالمية تعيش تحديات جديدة ومراجعات مكثفة في ظل تقلبات الأوضاع المالية منذ عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمنصبه، مما أثار العديد من التساؤلات حول جاذبية الدولار الأمريكي وقدرته على مواصلة الاحتفاظ بوضعه الحالي. الاهتمام بفقدان الدولار لجاذبيته يتزايد بشدة مع تطورات الأحداث السياسية والاقتصادية. كما تمثل التحركات الأخيرة في الساحة المالية انعكاسًا للمخاوف من النمو الاقتصادي وضغوط التضخم والسياسات النقدية المتبعة.

فقدان الجاذبية للدولار الأمريكي

تحليل تقرير بنك يو بي إس (UBS) بين أن ابتعاد المستثمرين عن الدولار يأتي في سياق إعادة النظر بنسب الأصول المقومة به في محافظهم الاستثمارية، حيث أن الدولار الأمريكي كان يشكل سابقًا خيارًا مفضلًا في ظل حالة عدم استقرار الأوضاع العالمية. وأوضح دين تيرنر، كبير الاقتصاديين في يو بي إس، أن جزءًا من التحرك طوال الفترات الماضية جاء نتيجة التساؤلات حول مدى الرغبة في الاحتفاظ بالأصول الدولارية.

الأسباب وراء تراجع جاذبية الدولار

كشف تيرنر عن عدة عوامل تتسبب في تراجع الجاذبية للدولار، منها الارتفاع في عوائد السندات الأمريكية طويلة الأجل، وتحسن أداء الأسواق المالية في أوروبا، الأمر الذي يجعل الدولار أقل جاذبية للإستثمار. كما أن ارتفاع الجنيه الإسترليني وتحركاته الحادة تعزز من حالة عدم اليقين حول الدولار ودوره المتوقع خلال الفترات القادمة، خاصة مع تنامي عدم الاستقرار السياسي داخل الولايات المتحدة.

تحذيرات وتوصيات بشأن التعامل بالدولار

على الرغم من التراجع المحتمل في جاذبيته، أكد تيرنر على أنه من غير الممكن التخلي الكامل عن الدولار نظرًا لحجمه وقابليته للتداول بشكل واسع النطاق. وفيما يتعلق بالتجارة العالمية، يتوقع الخبراء استمرار الضغط على الدولار في ظل العجز المتزايد في الميزانية والتجارة والغموض السياسي. كما نصح المستثمرين، خاصة في المملكة المتحدة، بإعادة النظر في التعرض للعملة الأمريكية لضمان عدم تحمل تكاليف مرتفعة في المستقبل.

إعادة توجيه الاستثمارات من الدولار

أشار تيرنر إلى أهمية توجيه الاستثمارات إلى عملات أخرى مثل الدولار الأسترالي والدولار النيوزيلندي، والكرونة السويدية والنرويجية، والملاذات الآمنة مثل الفرنك السويسري والين الياباني. كما يمكن التفكير في العملات من الأسواق الناشئة مثل الريال البرازيلي والبيزو المكسيكي، والراند الجنوب أفريقي كخيارات بديلة للاستثمار.

التنوع في استثمارات الذهب

يعتبر الذهب من الخيارات الجيدة للحفاظ على الاستثمارات وتنويعها، على الرغم من غياب العائد المباشر، إذ يؤكد تيرنر أن للذهب دور تاريخي في التحوط ضد المخاطر الجيوسياسية وضغوط التضخم وهو ما زال يُنصح به على الرغم من التغيرات الحاصلة في الأسواق المالية العالمية.

عملة القيمة الحالية
الجنيه الإسترليني بين 1.20 و1.35
الدولار الأمريكي تراجع متوقع

في هذا النطاق، يظل فهم تحركات الدولار والعملات الأخرى مفصليًا لتحسين وضعية المحفظة الاستثمارية وضمان التنوع المناسب للأصول المالية، ذلك يتيح التعرف على المسارات الصحيحة لتحقيق عوائد مستدامة وطويلة الأمد في ظل عدم اليقين الحالي.