«لحظة مهيبة» جبل عرفات يستقبل الحجاج لأداء المناسك في أجواء روحانية عالية

يقف الحجاج هذا العام على جبل عرفات، حيث ترتفع الأصوات بالتلبية: لبيك اللهم لبيك، في مشهد مهيب لا يتكرر إلا في هذا الوقت من العام، يعبّر عن الروحانية والقدسية التي يعيشها المسلمون في مختلف أنحاء العالم، يتجلى يوم عرفة كوقات ممتلئة بالخيرة من الله والمغفرة، حيث يُباهي الله ملائكته بعباده ويعتق من النار من يشاء، يغفر الذنوب ويستجيب الدعوات، وروى النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يوجد يوم يعتق الله فيه عبداً من النار أكثر من يوم عرفة.

يوم عرفة 2025 على جبل عرفات

أعلنت دار الإفتاء المصرية بالتعاون مع الدول الإسلامية، خصوصاً المملكة العربية السعودية، أن يوم عرفة للعام 2025 سيأتي في يوم الخميس الموافق 5 يونيو، حيث يبدأ فعلياً من مساء الأربعاء 4 يونيو مع غروب الشمس، ويستمر حتى فجر الجمعة 6 يونيو، في هذا اليوم يتفرغ الناس للعبادة المكثفة والدعاء الصادق سواء كانوا على جبل عرفات أو في منازلهم حول العالم، ويحرص المسلمون غير الحجاج على صيام يوم عرفة لما فيه من أجر كبير.

الأعمال المستحبة على جبل عرفات

يعتبر يوم عرفة فرصة مثالية لا لتعوض، فهو ليس يوم صيام فقط بل هو دعوة لعيش اللحظة بكل صدق وراحة، فالرجوع إلى الله بتوبة نصوح وفتح صفحة جديدة مع الله هو الأجمل، الحجاج على جبل عرفات لديهم فرصة لا تكرر للقيام بأعمال مميزة:

  • الصيام لغير الحجاج سنة مؤكدة تكفر ذنوب السنة الماضية والقادمة.
  • كثرة الذكر بالتكبير والتهليل والتسبيح على جبل عرفات، اقتداءً بالصحابة الكرام.
  • الوقوف بعرفة هو الأمثل للدعاء، فالدعاء للنفس والأهل والأمة مستجاب في هذا الوقت.
  • الاستغفار والتوبة يُقرّبان العبد من الله ويسهلان فتح صفحة جديدة.
  • الصدقة وصلة الرحم من الأعمال المحببة عند الله التي تزيد من الأجر وتشرح الصدر.

جدير بالذكر أن المسلمين في العالم بأسره يتحضرون لهذه المناسبة العظيمة، البعض منهم يجهز نفسه للصعود إلى جبل عرفات، بينما الآخرون يختارون قضاء يومهم في الصيام والذكر والدعاء، كلٌ يعيش الروحانية العالية التي تصطبغ بها تلك اللحظات، فبين المرتفعات الجغرافية والروحانية، يعيش المسلم لحظات مليئة بالنقاء والتجرد من الشوائب، كما هو الحال دوماً، تستمر القلوب معلقة بالأمل والدعاء في هذا اليوم العظيم، داعين لنجاح الأمة الإسلامية وجود السلام والخير للناس أجمعين.

في يوم عرفة، تتجلى حقائق عديدة حول الكرم الإلهي والفرصة المتاحة للمسلمين لتطهير أنفسهم من الذنوب والخطايا، يغدو جبل عرفات رمزاً للتجدد الروحي، منطقة جامعة بين السماء والأرض تشهد دعوات المسلمين وابتهالاتهم، تتغمر بحالة من الصفاء والقدسية التي تواكب العيون والقلوب، فهذا اليوم يعزز السلام الداخلي ويجدد الطاقة الروحية التي تدفع المؤمن إلى الأمام بشغف وثبات، وهو تأكيد حقيقي على وحدة الأهداف والغاية بين جميع قلوب المسلمين.