كيف يتم تقسيم الأضحية وما هو الحكم في التصدق بها ومن هي الفئات المستحقة؟

تُعد الأضحية شعيرة دينية بارزة في الإسلام، يمارسها المسلمون خلال عيد الأضحى تيمّنًا بسنة النبي إبراهيم عليه السلام، وتعبر عن التقرب إلى الله عبر ذبح الأنعام، ومع اقتراب موسم الأضاحي، يتساءل المسلمون عن طريقة تقسيم الأضحية وحكم التصدق منها والفئات المستحقة، هنا نلقي نظرة على هذه التفاصيل في إطار فقهي متكامل.

طريقة تقسيم الأضحية

الأضحية تشمل الأنعام من الإبل والبقر والغنم، وتذبح بعد صلاة عيد الأضحى وفق مواعيد محددة، بالنسبة للرأي الفقهي الأول، يرى الحنفية والحنابلة أن تقسيم الأضحية ينبغي أن يكون إلى ثلاثة أجزاء:

• ثلث للمضحي وأسرته؛ حيث يمكنهم تناوله.
• ثلث للفقراء والمحتاجين، ما يعزز من روح التصدق.
• ثلث للإهداء للأقارب والجيران.

أما الشافعية فيرون ضرورة التركيز على إعطاء الفقراء والمحتاجين، مع إمكانية استثناء القليل للمضحي، بينما المالكية يعطون مرونة أكبر في توزيع الأضحية بلا تحديد ملزم.

حكم التصدق من الأضحية

التصدق من الأضحية هو ممارسة مستحبة باتفاق الفقهاء، إلا أن آراءهم تختلف حول وجوبه، الشافعية والحنابلة يصرون على وجوب التصدق بجزء من الأضحية مستندين إلى الأوامر القرآنية، حيث قال الله تعالى: “فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ”، من جهة أخرى، يعتبر الحنفية والمالكية التصدق مستحبًا وليس واجبًا، مما يمنح المضحي حرية أكبر في قراره بشأن توزيع الأضحية.

الفئات المستحقة للأضحية

توزيع الأضحية يستهدف عدة فئات في المجتمع:

• الفقراء والمحتاجين: وهم الفئة الأهم، يُعطى لهم لتفريج كربتهم.
• الأقارب والجيران: ويعتبر إهداءهم من الأضحية مظهرًا من مظاهر البر والصلة.
• المضحي وأسرته: يمكنهم تناول حصة من الأضحية بشرط ألا تتعدى ثلث الكمية.
• اليتامى والأرامل: يُفضل إعطاؤهم لضمان دعمهم ورعايتهم.
• العمال والمحتاجين في أماكن العمل: يُوصى بتوزيع جزء من الأضحية في بيئات العمل لدعم العاملين المحتاجين.

أوقات ذبح الأضحية

الالتزام بوقت ذبح الأضحية ضروري لتكون صحيحة، يبدأ وقت الذبح بعد صلاة عيد الأضحى مباشرة ويمتد حتى غروب شمس اليوم الرابع، المسمى بيوم النحر، ويستمر حتى اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، ذبح الأضحية قبل هذا الوقت أو بعده لا يعد صحيحًا.

هل يجوز التصدق من لحم الأضحية لجار غير مسلم؟

يُسمح للمسلم بتقديم جزء من الأضحية لجاره غير المسلم، إذا كانت بينهما علاقة ودية، يُشجع هذا النهج تطبيقًا لمكارم الأخلاق وتعزيزًا للتعايش السلمي والمحبة المجتمعية، وعلى المسلم انتقاء الجار المحبوب لإهدائه الأضحية كتعبير عن الإحسان.

استخدام الأضحية يعكس جوانب متعددة للعبادة عبر الصدقة والبر والصلة، وتظهر طرق توزيعها وحكم التصدق منها اهتمام الإسلام بتوجيه المسلمين للخير والعطاء في المجتمع، وتوجيههم للتفاعل مع الفئات المختلفة بمودة ورحمة، مما يعزز قيم الرحمة في الدين الإسلامي.