«قفزة مفاجئة» الذهب يرتفع مع تراجع الدولار وقراءة بيانات اقتصادية ضعيفة

لقد شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا نتيجة هبوط الدولار والتوظيف الضعيف في الولايات المتحدة، مما أضاف إلى حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي، وفقًا لإحصاءات حديثة، إذ زادت الأسعار في المعاملات الفورية بنسبة 0.8% لتصل إلى 3378.22 دولار للأونصة، بينما ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة بنسبة 0.7% لتسجل 3399.20 دولار. وتوقع المحللون أن يتجاوز الذهب مستوى تاريخي جديد إذا تجاوز 3400 دولار للأونصة في التداولات المقبلة.

العوامل المؤثرة على أسعار الذهب

تأثرت أسعار الذهب بشكل كبير بعد تراجع مؤشر الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات بنسبة 0.5%، مما جعل الذهب أكثر جذبًا للمشترين أصحاب العملات الأخرى. إضافة إلى ذلك، قدم مؤشر قطاع الخدمات الأمريكي أول إشارة للانكماش منذ عام، أدى ذلك بدوره إلى زيادة الطلب على الذهب. كما أن انكماش العوائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات قد حفز من زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن.

الكلمة المؤثرة: الذهب

وفي خضم المعطيات الاقتصادية غير المشجعة، أشار تاي وونغ، تاجر المعادن المستقل، إلى أن قطاع الخدمات الأمريكي شهد انكماشًا أثر بشكل إيجابي على أسعار الذهب، وجاء هذا الارتفاع رغم صدور تقرير التوظيف الضعيف. وعلّق كبير استراتيجيي السوق بشركة RJO Futures على أن العوامل الجيوسياسية تُشكّل ضغوطًا إضافية على سوق الذهب، موضحًا أن روسيا، وأوكرانيا، والصين تلعب أدوارًا في هذا الصدد.

أهمية الدولار والذهب

تعتمد أسعار الذهب بشكل كبير على قيمة الدولار الأمريكي، وذلك لأن هبوط الدولار يعزز جاذبية الذهب للمستثمرين الذين يملكون عملات أخرى، هذا التراجع في الدولار جاء بعد بيانات اقتصادية سلبية، إذ أظهر معهد إدارة التوريد تراجع مؤشر مديري المشتريات غير الصناعي إلى 49.9 خلال شهر مايو، وهو المستوى الأدنى منذ يونيو 2024، مما يُظهر أيضًا تقلبًا ملحوظًا في أسواق التوظيف الأمريكية.

تطورات السوق العالمية

أثر التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين على توجهات المستثمرين، حيث أدلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتصريحات حول صعوبة عقد صفقة مع الصين، ورافق ذلك زيادة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم، مما أضاف إلى حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية. كما يُسلط المستثمرون حاليا تركيزهم على تقرير الوظائف غير الزراعية المتوقع صدوره قريبًا، فيما يتعلق بتوجهات الفيدرالي الأمريكي حول معدلات الفائدة.

جداول تؤرخ الذهب والمعادن الأخرى

هذه التطورات تُشكل ركائز أساسية تضغط في اتجاه التحول إلى الذهب كملجأ للاستثمار الآمن في ظل تذبذب الأسواق المالية وضعف المؤشرات الاقتصادية، وينبغي مراقبة تفاعلات السوق بحذر لمعرفة حركتها المستقبلية.