تراجع أبناء دوعن عن قضاء يوم مزدلفة نتيجة ارتفاع تكاليف الأغنام

يمثل عيد الأضحى في وادي دوعن حضرموت مناسبة ذات طابع خاص، حيث اعتاد الأهالي على قضاء يوم الثامن من ذي الحجة والمعروف محليًا بيوم “المنزلف” خارج البيوت، في جو مليء بالتقاليد والفرح، يأخذون معهم الأغنام لذبحها في ذلك اليوم وشوي اللحم باستخدام الطريقة المعروفة بـ”المضباة”، تعتبر هذه العادة تقليدًا متوارثًا تجمع بين الأجيال، فتخلق روحًا من الحماسة والتواصل بين الكبار والصغار

وادي دوعن

في الماضي، كان سكان وادي دوعن يحرصون على إحياء هذه العادة التقليدية خلال عيد الأضحى، حيث كانت تُعرف بـ “عيد الجبل” أو “عيد الصغار”، وتجمع الناس في الجبال والأماكن المفتوحة، إذ تأتي الأسر في تجمعات عائلية كبيرة للاحتفال به، غير أن الأوضاع الاقتصادية المتردية وارتفاع أسعار الأغنام من بين 400 و500 ألف ريال، قد دفع الكثير من الأهالي للتخلي عن هذه العادة، نتيجة لعدم قدرتهم على تكبد تكاليف إضافية لشراء الأضاحي مرتين لليوم الكبير، واليوم الأول من العيد على حد سواء، مما جعله يضيع في طي النسيان في العديد من المناطق

أهمية التقاليد في وادي دوعن

لا تزال بعض المناطق مثل “الخريبة” و”الهجرين” تحتفظ بهذه التقاليد القديمة خاصة بين الشباب والأطفال الصغار الذين يرتدون لهم أزياءهم الجديدة والأنيقة، ويذهبون إلى الجبال للاحتفال في أجواء مبهجة، ورغم تلاشي العادة للحفاظ عليها في أماكن أخرى، فإنها تجسد روح التراث الثقافي وتبقي على توارثه بين الأجيال المختلفة، تسهم هذه الفعاليات في تعزيز التواصل الاجتماعي والثقافي بين الأفراد مما يعزز من الروابط الأسرية والاجتماعية في تلك المجتمعات

تأثير الأوضاع الاقتصادية على العادات

مع الظروف الاقتصادية الصعبة، والتي تتسم بارتفاع الأسعار وغياب الأموال، أصبح من الصعب على الكثيرين ممارسة هذه التقاليد، نتيجة لصعوبة القدرة الشرائية لفئة كبيرة، حيث يعاني الناس من تدهور الحالة المعيشية في ظل انعدام تام لمحركات البنية التحتية مثل الكهرباء، التي لا تعمل إلا لأربع ساعات فقط في اليوم خلال الفترة الراهنة، وهو ما يسلب الفرحة من العيد لدى الناس، بينما تبقى معاناة الناس مستمرة في مجتمعاتهم، دون تدخلات واضحة لتحسين الحال أو إيجاد حلول تسهم في تسهيل حياة الأهالي

الاحتفال بعيد الأضحى في ظل التحديات

رغم كل هذه المعوقات، يسعى الشباب في وادي دوعن إلى التماسك والحفاظ على الأجواء الاحتفالية بأكبر قدر ممكن، حيث يبحثون عن مختلف الوسائل لإضفاء البهجة والسرور في مثل هذه المناسبات المهمة، والتعويض عن الفجوة التي خلقتها الظروف الاقتصادية بإجراء تجمعات خاصة بهم أو التحايل على الأوضاع السائدة بطرق مبتكرة تجمع بين المرح ومواجهة التحديات اليومية