«صدمة كبرى» أسعار الذهب توقعات بوصول الجرام إلى أعلى مستوى عالمي

سوق الذهب يشهد تقلبات واضحة خلال الساعات الأخيرة وسط ارتفاع ملحوظ في أسعار الجرام والأونصة عالميًا، ففي الوقت الذي يُعتبر فيه الذهب جزءًا من الثقافة الاقتصادية بشكل عام، يُنظر إليه كملاذ آمن في أوقات الأزمات الاقتصادية والسياسية، حيث وصلت أسعار الأونصة إلى 3340 دولار أمريكي، ما يُعد ارتفاعًا كبيرًا مقارنةً بالعام الماضي.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب

تشهد أسواق الذهب العالمية حالة من النشاط المتزايد نتيجة لعدة عوامل رئيسية، أولها التوترات الجيوسياسية في مناطق مثل الشرق الأوسط وأوكرانيا، فهذه الأوضاع تُشجع الأفراد والمؤسسات على الاستثمار في الذهب كوسيلة لحماية مدخراتهم من أية خسائر محتملة، إضافة إلى ذلك، تعكس التقارير الدولية أن هناك زيادة واضحة في مشتريات البنوك المركزية للذهب خاصةً في دول مثل الصين والهند، مما يعزز قوته كاحتياطي مالي وآمن، هذا الإقبال الكبير من قبل المؤسسات الاقتصادية يؤثر بشكل مباشر على ارتفاع الأسعار.

التضخم وعلاقته بسوق الذهب

على الرغم من استقرار معدلات التضخم في بعض الاقتصادات مثل الولايات المتحدة، إلا أن القلق ما زال مستمرًا بشأن ارتفاع أسعار السلع العالمية، ومع ارتفاع معدلات التضخم، يتجه المستثمرون إلى الذهب كوسيلة للحفاظ على قيمة أموالهم، الذهب يُعتبر البديل الأمثل عندما تصبح السلع الأخرى أقل استقرارًا، لذلك نلاحظ انتقال الاستثمارات بعيدًا عن الأسهم والسندات التي يعتبرها البعض أقل جاذبية في ظل أوقات التضخم المرتفع.

السياسات المالية وتأثيرها على أسعار الذهب

القرارات المتعلقة بالسياسات النقدية، وخاصةً في الولايات المتحدة، لها تأثير كبير على حركة أسعار الذهب، لا يزال البنك الفيدرالي الأمريكي يُحافظ على أسعار الفائدة بين 4.25% و4.5%، ولكن هناك توقعات بخفض الفائدة في سبتمبر 2025، وخفض الفائدة عادةً ما يؤدي إلى تقليل جاذبية السندات والودائع البنكية لصالح الذهب، ما يُحفز المستثمرين على التوجه للذهب كخيار أكثر تنافسية خاصة في ظل انخفاض العوائد البنكية المتوقعة.

أسعار الذهب في مصر

تأثرت السوق المصرية بشكل كبير بالارتفاع العالمي في أسعار الذهب، حيث ارتفع سعر جرام الذهب عيار 24 ليصل إلى ما بين 5300 و5340 جنيه، بينما وصل سعر عيار 21 إلى حوالي 4670 جنيه دون إضافة تكاليف المصنعية، كما أن توقعات ارتفاع الأونصة عالميًا تُلقي بظلالها على السوق المحلي، مما يزيد من أسعار الذهب محليًا على المدى القريب.

توقعات وصول الأونصة إلى 4000 دولار

تشير تقارير من مصادر موثوقة مثل جي بي مورجان إلى إمكانية تجاوز الأونصة حاجز 4000 دولار بنهاية عام 2025، يأتي ذلك مدعومًا بانخفاض أسعار الفائدة في كثير من الدول الكبرى، الطلب المتزايد من البنوك المركزية العالمية واحتدام التوترات الدولية المستمرة، علاوةً على ذلك، توفر الذهب مستقبلًا مستقرًا للاستثمارات، مما يدفع بالسوق إلى مزيد من التحول نحوه كعنصر أساسي في الاستثمارات طويلة الأجل.