«ارتفاع جديد» الذهب يسجل مكاسب وسط تفاقم الأزمات التجارية والجيوسياسية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 1.9% لتصل إلى 3,352.69 دولارًا للأوقية، مما يعكس زيادة في الطلب على الملاذات الآمنة مع تصاعد المخاطر التجارية والجيوسياسية بين الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا وأوكرانيا، مما خلق حالة من القلق في الاقتصاد والأسواق العالمية، وأسهم ضعف الدولار في تعزيز هذا الاتجاه.

تصاعد توترات التجارة وتأثيرها على الذهب

ارتفع الطلب على الذهب مدفوعًا بعدة عوامل رئيسية أهمها تجدد تهديدات الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جمركية مضاعفة على واردات الصلب والألومنيوم، حيث وصلت النسبة إلى 50%، كما أن النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين ظهر جليًا مع رد بكين على اتهامات ترامب باختراق الاتفاقيات التجارية الموقعة مسبقًا، مما ساهم في رفع أسعار الذهب بشكل كبير، إلى جانب هذا ألقى النزاع الروسي الأوكراني بظلاله على الأسواق.

ضعف الدولار مقابل العملات وتأثيراته الإيجابية على الذهب

ساهم ضعف الدولار الأمريكي بنسبة 0.5% مقابل العملات الأخرى في زيادة الطلب على الذهب والمعادن النفيسة الأخرى، جعل هذا الضعف السبائك الذهبية أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يحتفظون بعملات غير الدولار، حيث تُعتبر البيئة منخفضة الدولار والداعمة لتخفيض الفائدة مثالية لتقوية سوق الذهب، وأكد محللون أن هذا الانخفاض يوفر دعمًا إضافيًا للأصول الآمنة في ظل التوترات الحالية.

العوامل الجيوسياسية ترفع أسعار الذهب

مع تصاعد التوترات الجيوسياسية بين أوكرانيا وروسيا بما في ذلك الهجمات العسكرية والإجراءات الانتقامية، تزايد الطلب على الملاذ الآمن مثل الذهب، كما تؤثر عوامل أخرى كاحتمالات تفاقم النزاعات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين في ارتفاع أسعار الذهب بشكل عام، إلى جانب ذلك ركزت الأسواق العالمية على تصريحات مسؤولي الفيدرالي الأمريكي لمحاولة استشراف اتجاه السياسة النقدية وتأثيراتها على الأسعار.

أسعار المعادن الأخرى ترتفع بدعم من الذهب

امتد تأثير زيادة الأسعار ليشمل المعادن النفيسة الأخرى حيث ارتفعت الفضة بنسبة 1.3% لتصل إلى 33.42 دولارًا للأوقية، كما شهد النحاس مكاسب بلغت 0.7% ليصل إلى 9,580.85 دولارًا للطن، بينما تراجع البلاتين إلى 1051.95 دولارًا، ويمكن إرجاع هذه النتائج إلى التحول العام نحو الأصول الآمنة وضعف الدولار الذي ساهم في دعم حصة الذهب رأس قائمة الخيارات الاستثمارية.

الأسواق العالمية وأسهم الصلب تتراجع

تراجعت أسهم شركات الصلب الآسيوية والأوروبية نتيجة تهديدات ترامب لمضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم، كما شهدت الأسواق الأوروبية انخفاضًا ملحوظًا في أسهم الشركات الصناعية، مثل تراجع مؤشر ستوكس 600 بنسبة 0.5%، فيما أكد خبراء أن مثل هذه القرارات تزيد من هشاشة السوق الأوروبية، كما أنها تضاعف من فقدان الدولار لمكانته مع مواجهة منافسة سياسية واقتصادية شديدة من العملات الرئيسية الأخرى.

تأثير الرسوم الجمركية وسياسات الفيدرالي

كان لدعم مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي لتخفيض الفائدة تأثير إيجابي على الذهب، حيث ذكر محافظ المجلس كريستوفر والر أن التخفيضات تظل قابلة للتحقيق هذا العام مع تزايد القلق بشأن الوضع الاقتصادي، كما أن استمرار تطبيق الرسوم الجمركية الجديدة بشكل أعلى سيؤثر على التضخم، واستفاد الذهب من هذه المؤشرات ليُصبح الخيار الأول للمستثمرين الباحثين عن أصول مأمونة أثناء فترات التوتر.