«قفزة جديدة» الذهب يرتفع 2% بفعل ضعف الدولار وتزايد التوترات العالمية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا بارزًا تجاوز 2% مع بداية الأسبوع، لتصل إلى أعلى مستوى لها في أكثر من أسبوع، حيث جاء هذا الصعود مدفوعًا بتراجع الدولار الأمريكي واستمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي التي دفعت المستثمرين للجوء إلى الملاذات الآمنة مثل الذهب. ارتفاع أسعار الذهب لم يكن مفاجئًا في ظل الأوضاع الجيوسياسية الراهنة التي تؤثر بشكل كبير على الأسواق العالمية.

تأثير الأوضاع العالمية على أسعار الذهب

الأحداث الجيوسياسية العالمية وخاصةً النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين لعبت دورًا محوريًا في زيادة الطلب على الذهب، فقد شهدت الأسواق تقلبات متزايدة بعد التصريحات الأخيرة بشأن اختلاف وجهات النظر بين الدولتين حول التعريفات الجمركية، مما عزز الطلب على المعدن النفيس كوسيلة للتحوط. في الوقت نفسه، مراقبة الأسواق لأسبوع مليء بالتقارير والبيانات الاقتصادية كان أحد محفزات الأداء المرتفع للذهب.

أرقام قياسية جديدة لأسعار الذهب

بحلول الساعة 13:38 بتوقيت غرينتش، شهد الذهب الفوري قفزة بنسبة 2.1% مسجلًا 3,359.34 دولار للأوقية، حيث يعتبر هذا الرقم الأعلى منذ 23 مايو، وهو ما يعكس الرغبة المتزايدة من المستثمرين في تحويل مدخراتهم إلى الذهب كأداة مستقرة في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية المشحونة.

الذهب المستفيد الأكبر في ظل المخاطر الاقتصادية

اتجاه الأنظار نحو الذهب ارتبط أيضًا بتصريحات اقتصادية هامة من مسؤولين كبار على غرار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ومسؤولين آخرين، إذ يترقب المستثمرون هذه التصريحات لمعرفة المصير المنتظر لأسعار الفائدة الأمريكية. وعادة ما تشكل أسعار الفائدة المتدنية بيئة مواتية لزيادة الطلب على الذهب، حيث يفقد الدولار الأمريكي بعض جاذبيته حينها مقارنة بالمعدن النفيس.

علاقة الذهب بالمعادن الأخرى والأداء الحالي

بجانب ارتفاع أسعار الذهب، أظهرت المعادن الأخرى أداءً متفاوتًا، فقد ارتفعت أسعار الفضة الفورية بنسبة 3.2% إلى 34.00 دولار للأوقية، بينما تراجع البلاتين بنسبة 0.2% إلى 1,054.25 دولار، أما البلاديوم فشهد صعودًا بنسبة 1.8% ليصل إلى 987.85 دولار. هذه التغيرات تؤكد أن الطلب على المعادن لا يقتصر فقط على الذهب، وإنما يشمل الفضة وبعض المعادن الأخرى التي تُستخدم في مجالات صناعية مختلفة.

تأثير حرب أوكرانيا والنزاعات التجارية على الذهب

الاضطرابات العالمية لم تتوقف عند الاحتكاكات الأمريكية الصينية، بل أن الحرب الأوكرانية أسهمت أيضًا بزيادة حالة التوتر في الأسواق، مما دفع المستثمرين لحيازة الذهب كملاذ آمن ضد تلك الأزمات. هذه العلاقة بين الظروف الجيوسياسية وتزايد الإقبال على الذهب تجعل هذا المعدن النفيس عنصرًا رئيسيًّا في فهم ديناميكيات الاقتصاد العالمي.