«قفزة الذهب» أسعار المعدن الأصفر ترتفع مع التوترات التجارية وتراجع الدولار

شهدت أسعار الذهب اليوم ارتفاعًا ملحوظًا متأثرة بتطورات اقتصادية وجيوسياسية لافتة، أبرزها تصريحات الرئيس الأمريكي حول رفع الرسوم الجمركية مما خلق حالة من الترقب لدى الأسواق، حيث يلجأ المستثمرون إلى الذهب كملاذ آمن وسط عدم الاستقرار الاقتصادي، ومن خلال هذا المقال سنقدم تحليلًا مفصلًا حول أسباب ارتفاع أسعار الذهب وتصاعد أهميته في الأسواق العالمية.

أسعار الذهب تسجل مستويات قياسية

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا في التعاملات الفورية بنسبة 0.6%، حيث بلغ سعر الأوقية 3309.89 دولار، وبالنسبة للعقود الآجلة الأمريكية، فقد وصلت إلى 3333.30 دولار للأوقية، ويعزى هذا الارتفاع إلى زيادة طلب المستثمرين على المعدن النفيس نتيجة المخاطر الاقتصادية بالأسواق العالمية، كما أن الذهب يعتبر أداة استثمارية آمنة تحفظ القيمة وتحمي الأصول خلال فترات الاضطراب وعدم الاستقرار.

تراجع الدولار ودوره في تعزيز أسعار الذهب

لعب الدولار الأمريكي دورًا كبيرًا في تعزيز مكاسب الذهب، حيث انخفض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.1%، الأمر الذي جعل الذهب أقل تكلفة للمستثمرين من أصحاب العملات الأخرى، فالتراجع الطفيف في العملة الأمريكية زاد من جاذبية الذهب عالميًا كونه يتحرك عكس حركة الدولار بشكل كبير، وهو عامل رئيسي في تحديد أسعاره في الأسواق الدولية.

التطورات الجيوسياسية وتأثيرها على الأسواق

شهد السوق تأثرًا كبيرًا نتيجة التوترات الجيوسياسية، من بينها النزاع بين روسيا وأوكرانيا، حيث تصاعدت الأحداث في الأيام القليلة الماضية على خلفية تفجير جسر استراتيجي وهجمات بطائرات مسيرة استهدفت منشآت حيوية، مثل القاذفات النووية، ولم تقتصر الأزمات على منطقة واحدة، بل امتدت لتشمل الإعلان عن رفع الرسوم الجمركية الأمريكية على الصلب والألمنيوم، الأمر الذي زاد حدة التوترات التجارية عالميًا بين الدول الكبرى.

الرهانات على قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي

تعكس توجهات المستثمرين في الوقت الراهن مراهنات على تقليل أسعار الفائدة الأمريكية من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إذ يسود توقع بإجراء خفض بنحو 50 نقطة أساس خلال الأشهر المقبلة، خاصة في ظل صدور بيانات اقتصادية أفادت بارتفاع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي بنسبة 2.1% على أساس سنوي، وهو أقل من التوقعات السابقة التي كانت تشير إلى 2.2%، مما يدعم احتمالية تنفيذ سياسات نقدية تسهيلية جديدة.

أداء المعادن النفيسة إلى جانب الذهب

لم يكن الذهب وحده ضمن دائرة الضوء، فقد سجلت الفضة أيضًا زيادة هامشية بنسبة 0.2% ليصل سعرها إلى 33.04 دولار للأوقية، بينما شهد معدن البلاتين تراجعًا بنفس النسبة إلى حدود 1054.28 دولار، أما البلاديوم فقد استقر سعره عند 970.79 دولار للأوقية، وتعكس التحركات في أسعار المعادن النفيسة الأخرى مستويات الطلب المتباينة السائدة في الأسواق بالوقت الحالي.

توقعات أسعار الذهب في المستقبل

يشير الخبراء إلى احتمالات استمرار ارتفاع أسعار الذهب على المدى القصير كونها تعتمد بشكل كبير على تطورات الأسواق العالمية والتوترات المتواصلة على الساحة الدولية، فعلى الرغم من استقرار بعض الأصول، إلا أن الاستثمارات الآمنة كالذهب تبقى الخيار الأول للمستثمرين عند هبوط الاقتصاد أو مواجهة التضخم أو ضعف العملات العالمية، مما يجعل التحركات المستقبلية للمعدن الأصفر مسألة محورية بالنسبة لخطط المستثمرين.