«تحركات مفاجئة» الذهب يسجل ارتفاعًا مع تراجع الدولار بعد تهديدات ترامب

شهدت أسعار الذهب العالمية اليوم ارتفاعًا ملحوظًا وسط تهديدات الرئيس الأمريكي برفع الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم، بالتزامن مع انخفاض مؤشر الدولار، وهو ما ساهم في زيادة جاذبية المعدن النفيس، حيث يمثل الذهب خيارًا آمنًا للمستثمرين في أوقات الأزمات، إذ بلغت أسعاره في التعاملات الفورية 3309.89 دولار للأونصة بارتفاع نسبته 0.6% وفق وكالة “رويترز”.

تطورات أسعار الذهب العالمية

ارتفعت أسعار المعدن الأصفر في العقود الأمريكية الآجلة أيضًا لتصل إلى 3333.30 دولار، فيما ساهم تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.1% في جعل أسعار الذهب أكثر تنافسية للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى، يأتي ذلك وسط التصعيد الجيوسياسي الناتج عن الحرب بين أوكرانيا وروسيا، حيث شهدت الأحداث تصعيدًا بما في ذلك الهجمات بواسطة الطائرات المسيّرة والانفجارات التي طالت البنية التحتية الروسية.

تأثير الرسوم الجمركية وصراعات السوق

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصدر تصريحات تفيد نيته مضاعفة الرسوم الجمركية على الواردات إلى 50%، ما يفاقم التوتر بين الولايات المتحدة وأوروبا، وكان لهذا القرار أثره الواضح على الأسواق العالمية، فيما أعلنت المفوضية الأوروبية أنها سترد بشكل مناسب على تلك القرارات الاقتصادية التي تؤدي إلى زعزعة الاستقرار التجاري، ومن المتوقع أن تساهم هذه التطورات في تعزيز الطلب على الذهب كملاذ آمن بسبب المخاطر التي تهدد أسواق السلع والعملات الأخرى.

العوامل الاقتصادية المؤثرة على أسعار الذهب

يتوقع خبراء الأسواق أن يتخذ مجلس الاحتياطي الفيدرالي قرارات مهمة تشمل خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس خلال الفترة القادمة، وهو عامل إضافي يعزز الطلب على الذهب عالميًا، تأتي هذه التوقعات خلال وقت تسجل فيه الولايات المتحدة ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 2.1% على مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي مقارنة بالأشهر السابقة، فيما ظلت هذه النسبة أقل من التوقعات التي كانت تشير إلى 2.2%، وهو ما يعكس الوضع الاقتصادي العالمي ويؤثر بشكل مباشر على توجهات المستثمرين في سوق الذهب.

حركة المعادن النفيسة الأخرى

فيما يتعلق بالمعادن النفيسة الأخرى، شهدت الأسواق مكاسب متفاوتة، حيث ارتفعت أسعار الفضة بنسبة 0.2% لتصل إلى 33.04 دولار للأونصة، بينما سجل البلاتين تراجعًا بنفس النسبة ليصبح سعره 1054.28 دولار، أما البلاديوم فقد استقر عند مستوى 970.79 دولار دون تغير ملحوظ في الأسعار، تعكس هذه التذبذبات واقع الأسواق المعدنية في ظل الأحداث السياسية والاقتصادية التي تحيط بالعالم.

عوامل الطلب على الذهب

يعتبر الذهب من الأصول المفضلة للمستثمرين في الظروف الاقتصادية الصعبة، حيث يؤثر تراجع الدولار وارتفاع التوترات الجيوسياسية بشكل مباشر على زيادة الإقبال عليه، كما يعتبر تغير السياسات الاقتصادية، مثل الرسوم الجمركية المعلنة وخفض أسعار الفائدة، من أبرز عوامل دعم أسعار الذهب واستمرار هذا الارتفاع خلال الفترة القادمة، بينما يظل الذهب عنصرًا أساسيًا في تنويع مصادر الاستثمار وتأمين الاحتياطيات.