«تحذير جديد» أسعار الذهب ترتفع عالميًا مع تهديد ترامب برفع الرسوم الجمركية

سجلت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً اليوم مدفوعة بتزايد التوترات الجيوسياسية وتراجع قيمة الدولار الأمريكي، حيث تأتي هذه التقلبات بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خططه لزيادة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم، هذه التحولات الاقتصادية كان لها أثر مباشر على سوق المعادن النفيسة، مما يجعل من الذهب محور اهتمام المستثمرين في خضم هذه التطورات.

أسعار الذهب اليوم وتأثرها بالعوامل الاقتصادية

شهد سعر الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعاً بنسبة 0.9% ليصل إلى 3319.13 دولاراً للأونصة، بينما قفز سعر العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.7% ليبلغ 3315.00 دولاراً، أما الدولار الأمريكي فقد سجل تراجعاً بنسبة 0.1%، مما جعل من الذهب المسعر بالدولار أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يحملون عملات أجنبية، انسجاماً مع هذا الاتجاه، أصبحت ظروف الاستثمار في الذهب مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بعدم استقرار مؤشر الدولار والتذبذبات في الأسواق المالية العالمية.

أهم تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية على الذهب

أعلن ترامب عن عزمه زيادة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم من 25% إلى 50%، مما أثار ردود فعل قوية من المفوضية الأوروبية التي أكدت استعدادها للرد على هذه الإجراءات، انعكس هذا التصعيد بشكل ملحوظ على أسعار الذهب بوصفه ملاذاً استثمارياً آمناً وقت الأزمات الاقتصادية والسياسية، كما أن هذا الإعلان تسبب في إعادة تقييم المستثمرين لخياراتهم التجارية وسط مخاوف متزايدة من تأثر الأسواق العالمية بشكل سلبي.

أزمة أوكرانيا وروسيا وتأثيرها على الذهب

لم يكن تصاعد الصراع بين أوكرانيا وروسيا بمعزل عن تقلبات سوق الذهب، إذ تزامنت هذه الأحداث مع واحدة من أكبر معارك الطائرات المسيّرة فضلاً عن انفجار جسر داخل الأراضي الروسية وشن هجوم على قواعد عسكرية استراتيجية، دفعت هذه التوترات الجيوسياسية المستثمرين إلى الاقبال على الذهب كخيار لحفظ القيمة وحماية الأصول في ظل حالة من الغموض الاقتصادي التي تسيطر على الأوضاع الدولية.

التوقعات بشأن القرارات النقدية وتأثيرها على أسعار الذهب

تشير توقعات السوق إلى إمكانية خفض البنك الفيدرالي الأمريكي معدلات الفائدة بنحو 50 نقطة أساس خلال الأشهر المتبقية من العام، بدءاً من شهر أكتوبر، يُنظر إلى أسعار الفائدة المنخفضة كعامل أساسي يعزز من جاذبية الذهب، حيث يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الثمين مقارنة بالأصول التي تدر عائداً مثل السندات، ولهذا السبب، يراقب المستثمرون عن كثب توجهات البنوك المركزية كالبنك الفيدرالي وتداعياتها المحتملة على حركة أسعار الذهب.

عوامل اقتصادية إضافية تدعم أسعار الذهب

على صعيد البيانات الاقتصادية، سجل مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة ارتفاعاً بنسبة 2.1% على أساس سنوي في شهر أبريل، وهو ما جاء أقل بقليل من التوقعات التي كانت تُشير إلى ارتفاع بنسبة 2.2%، هذا الأداء الاقتصادي يدعم توقعات المستثمرين لاستمرار حالة التردد في قرارات السياسات النقدية التي بدورها قد تُبقي على زخم أسعار الذهب خلال الفترات المقبلة.