«قلق الأسواق» الذهب يواصل الصعود مع تزايد الإقبال على الأصول الآمنة

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا مع بداية الأسبوع نتيجة تصاعد الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى تهديدات الرئيس الأمريكي السابق بزيادة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم، حيث دفع ذلك المستثمرين للبحث عن مأوى آمن في الأصول مثل الذهب والذي يعتبر خيارًا مفضلًا في ظل هذه التوترات.

تأثير التوترات الجيوسياسية على أسعار الذهب

ازدادت المخاوف التجارية والجيوسياسية نتيجة تصعيد النزاعات بين روسيا وأوكرانيا، حيث أُعلِن عن ضربات أوكرانية جريئة وردود روسية باستخدام الطائرات المسيَّرة، خاصة مع قرب الجولة الثانية من محادثات السلام في إسطنبول، وقد كان لهذه الأعمال العدائية أثر مباشر على ضعف مؤشر الدولار الأمريكي، الذي انخفض بنسبة 0.2 بالمئة، مما أدى إلى زيادة الإقبال على الذهب كملاذ آمن، إذ يعتبر الذهب من الأصول التي تزدهر عند ضعف الدولار بسبب انخفاض تكلفته للمشترين في الخارج.

دور الدولار والسياسة النقدية في تحديد سعر الذهب

يشهد الدولار الأمريكي تذبذبًا واضحًا في السوق مع ترقب المستثمرين لتصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، حيث تؤثر هذه التصريحات بشكل مباشر على توجه الأسعار، وقد أشار بعض مسؤولي الفيدرالي إلى احتمال تخفيض الفائدة خلال العام، مما قد يؤدي إلى دعم أسعار الذهب بشكل أكبر، كما أن الذهب تاريخيًا يظهر أداءً أفضل في بيئة معدلات الفائدة المنخفضة، حيث يجذب المستثمرين في الأوقات التي يضعف فيها العائد على الأصول الأخرى مثل الأسهم والسندات.

الذهب كملاذ آمن وتأثير السياسات التجارية

تستمر السياسات التجارية العالمية في التأثير على أسعار الذهب بشكل كبير، حيث تُشكّل التوترات بين الإدارة الأمريكية الحالية والنظام الصيني سببًا رئيسيًا في حركة الأسواق، وقد تحدث وزير الخزانة الأمريكي عن قرب اجتماعات بين ترامب ونظيره الصيني لحل قضايا تتعلق بالمعادن الحيوية، ومع استمرار النقاشات، ترتفع مخاطر عدم التوصل إلى اتفاق، مما يحفز الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب، علاوة على تأثير السياسات الجمركية في رفع ضغوط الأسعار مؤقتًا، مما يدعم استمرار ارتفاع سعر الذهب عالميًا.

أداء المعادن الأخرى في الأسواق

إلى جانب الذهب، شهدت أسواق المعادن الأخرى حركة غير مستقرة، حيث ظل سعر الفضة الفوري ثابتًا عند 32.99 دولار للأونصة، بينما انخفض البلاتين بنسبة 0.6 بالمئة ليصل إلى 1049.72 دولار، وتراجع البلاديوم بنسبة 0.5 بالمئة ليسجل 965.77 دولار، هذا يعكس تأثر أسعار هذه المعادن بعوامل اقتصادية وجيوسياسية مشابهة لتلك التي تؤثر على الذهب، إلا أن التركيز الأكبر يبقى على المعدن الأصفر بسبب مكانته كملاذ آمن رئيسي في فترات التقلبات.

أسباب تعزيز الذهب كأصل آمن

  • انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي وارتفاع الذهب للمشترين الخارجيين.
  • تواصل التوترات بين القوى العالمية مثل روسيا وأوكرانيا.
  • تأثير معدلات الفائدة المتوقعة من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
  • السياسات التجارية والتعريفات الجمركية الأمريكية وتأثيرها على الأسواق العالمية.