«ندوة الحج» انطلاق أعمال الحدث في جدة حول الاستطاعة والمستجدات المعاصرة

انطلقت اليوم بمدينة جدة ندوة الحج الكبرى في نسختها التاسعة والأربعين تحت عنوان “الاستطاعة في الحج والمستجدات المعاصرة”، وهي جزء من جهود المملكة في تطوير وتنظيم مناسك الحج. تجمع الندوة نخبة من العلماء والمفكرين من مختلف دول العالم الإسلامي لمناقشة أبعاد الاستطاعة الشرعية والتنظيمية، حيث تسلط الضوء على الاستراتيجيات المستدامة لتيسير أداء المناسك.

الاستطاعة في الحج والمستجدات المعاصرة

تتناول ندوة الحج الكبرى برعاية وزارة الحج والعمرة موضوع الاستطاعة في الحج، حيث يرتبط هذا المفهوم بالجوانب البدنية والمالية والتنظيمية. يركز العلماء المشاركون على تحليل مفهوم الاستطاعة وفق الضوابط الشرعية، ومنها مدى قدرة الأفراد على تحمل أعباء السفر والأداء البدني، بالإضافة إلى الجوانب المالية التي تضمن تغطية تكاليف الحج. أما الجانب التنظيمي فيرتبط بالقوانين المستحدثة مثل استخراج التصاريح، التي تُعد شرطًا أساسيًا لأداء مناسك الحج بما يحقق الانتظام ويضمن سلامة الحجاج.

الجهود التقنية لتنظيم موسم الحج

استعرضت وزارة الحج والعمرة في فعاليات الندوة الجهود التقنية التي وُظفت في موسم الحج الحالي، وذلك بهدف الارتقاء بالخدمات. من أبرز هذه الجهود الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتنظيم مناسك الحج وإدارة الحشود، حيث أطلقت الوزارة مركز نقل متكامل يُدير حركة الحجيج عبر أنظمة تشغيل مرنة، كما شملت الإنجازات توفير خدمات صحية متطورة مثل مستشفى الطوارئ الجديد و15 وحدة إسعاف، إضافة إلى مراكز ضيافة عائلية ونقاط تدخل طبي سريع، ما يعزز الجاهزية الصحية والأمان.

مشروعات البنية التحتية لتسهيل الحج

بالإضافة إلى التحديثات التنظيمية، ركزت المملكة على تحسين البنية التحتية بما يخدم ملايين الحجاج سنويًا. تضمنت هذه المبادرات تهيئة مسارات مطاطية لتقليل الإرهاق، وتظليل مساحات واسعة تصل إلى 170 ألف متر مربع، وزراعة أكثر من 20 ألف شجرة لتحسين الجو العام في المشاعر المقدسة. هذه الجهود تُظهر التزام القيادة بتحقيق راحة الحجاج وتعزيز تجربتهم الروحية خلال أداء المناسك.

إرث تاريخي يعكس الرعاية المستدامة للحجاج

أعلن الأمير فيصل بن سلمان عن إطلاق “مشروع تاريخ الحج والحرمين الشريفين”، والذي يوثق تطور رحلة الحج منذ بداياتها. يشمل المشروع توثيق التجربة الحضارية والتنظيمية للحجاج، ليكون مرجعًا للباحثين والمفكرين. كما تم الإعلان عن “ملتقى تاريخ الحج والحرمين الشريفين” بالتعاون بين دارة الملك عبدالعزيز ووزارة الحج والعمرة، ليكون مركزًا لحفظ الإرث وتحفيز الأبحاث المتعلقة بتطوير الخدمات المقدمة للحجيج.

الاستطاعة الشرعية والتوعية بمفهومها

أكد الأمين العام لهيئة كبار العلماء أن الاستطاعة الشرعية تُعد ركنًا أساسيًا في وجوب الحج، مشيرًا إلى أن من لا يتمكن من الحصول على تصريح الحج لا يُعتبر مستطيعًا حتى وإن توفرت له القدرة المالية أو البدنية. شددت الهيئة على دور التوعية المستمرة لضمان الالتزام بالضوابط الشرعية والقوانين الحديثة، بما يحقق انتظام الموسم ويعزز التجربة الإيمانية للحجاج.

جدول يوضح المشروعات والمبادرات النوعية