خبير اقتصادي يؤكد تصدر الذهب والبيتكوين كأدوات تحوّط رغم انخفاض الإقبال المؤقت

أصبحت أدوات التحوّط مثل الذهب والبيتكوين في صدارة اهتمامات المستثمرين مؤخرًا، على الرغم من ضعف الإقبال قصير الأجل الذي يشهده السوق، يعود ذلك إلى تغيرات اقتصادية عالمية كبيرة، مثل انخفاض قيمة الدولار وتقلبات الثقة الاقتصادية، مما يجعل هذه الأصول ملاذات آمنة ومغريات استثمارية محتملة في ظل ضعف استقرار الأسواق التقليدية.

الذهب كأداة تحوّط اقتصادية

احتل الذهب مكانة بارزة في الأسواق العالمية مؤخرًا نتيجة انخفاض قيمة الدولار الأمريكي، وهو عامل رئيسي يعزز الطلب على الأصول الآمنة، ومع ذلك، لم يندفع المستثمرون بقوة لشراء الذهب في ظل غياب إشارات واضحة إلى تصحيحات سعرية قوية. تشير التحليلات إلى أن الارتفاعات الطفيفة التي يسجلها المعدن الأصفر لا تزال ضمن حدود ارتدادات فنية محدودة، إذ تشهد الأسواق حاليًا عمليات جني أرباح معتدلة دون وقوع تغيرات تؤثر بشكل حاد على الأسعار.

تزامن هذا الأداء مع قرار وكالة “موديز” بخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة بسبب ارتفاع الدين العام الذي تجاوز 36 تريليون دولار. هذا القرار يرفع من احتمالية تصاعد الطلب على الذهب كملاذ آمن لمواجهة المخاوف الاقتصادية وتحوط المستثمرين ضد تقلبات الأسواق، خاصة في ظل ضعف تدفقات الثقة الاقتصادية. ومن المتوقع أن يظل الذهب خيارًا رئيسيًا لتحوط المستثمرين الباحثين عن استقرار طويل الأجل.

الأصول الرقمية ودورها الاستثماري

على صعيد العملات الرقمية، تتصدر البيتكوين قائمة الأصول المربحة بعدما سجلت خلال الفترة الأخيرة قفزات نوعية تجاوزت 105,000 دولار، ويعود هذا الأداء القوي إلى عودة الزخم الشرائي، خاصة من خلال صناديق الاستثمار المؤسسية. حيث يعكس ذلك زيادة في الثقة تجاه العملات الرقمية من قبل كبار المستثمرين الذين يسعون لتنويع المحافظ الاستثمارية وتعزيز أرباحهم المستقبلية.

يتوقع الخبراء أن يشهد سوق العملات المشفرة طفرة جديدة بحلول النصف الثاني من عام 2025، حيث من المتوقع أن تعود المؤسسات المالية الكبرى والأفراد لزيادة مستويات استثماراتهم في هذه الأصول. ويعتبر هذا التوجه جزءًا من الاستراتيجية الحالية لتنويع المخاطر بعيدًا عن الأسواق التقليدية، مما يعزز من مكانة البيتكوين وغيرها من العملات الرقمية كأدوات تحوّط فعالة في مواجهة التقلبات الاقتصادية العالمية.

الفرق بين الاستثمار في الذهب والبيتكوين

يعد اختيار الذهب أو البيتكوين للاستثمار قرارًا يعتمد بشكل كبير على أهداف المستثمرين واستراتيجياتهم، الذهب يوفر استقرارًا طويل الأجل باعتباره من الأصول الآمنة التي تحتفظ بقيمتها عبر الزمن، بينما البيتكوين يتميز بنمو ملحوظ في الأرباح على المدى القصير رغم المخاطر المرتفعة.

العامل الذهب البيتكوين
معدل المخاطرة منخفض مرتفع
الاستقرار عالي متقلب
معدل العائد معتدل مرتفع

بالنظر إلى تطورات السوق الحالية، يمكن تلخيص المشهد الاستثماري بأن كلا الخيارين، الذهب والبيتكوين، يتمتعان بجاذبية عالية وسط الأزمات الاقتصادية، مع اختلافات جوهرية في مستوى المخاطر والعوائد التي يوفرها كل منهما.