«تهديدات ترامب» أسعار الذهب تقفز وعيار 21 يسجل ارتفاعًا تاريخيًا الآن

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأسبوع الماضي مدفوعة بالتوترات التجارية العالمية والسياسات الاقتصادية التي تزيد من طلب المستثمرين على الأصول الآمنة. بينما استمرت الأوقية في تحقيق مكاسب قوية، تعكس هذه الزيادات جاذبية الذهب كتحوط أمام تراجع الدولار وضعف الثقة في أسواق الديون، مما يجعل الذهب الخيار الأول في أوقات الغموض الاقتصادي والسياسي على المستوى العالمي.

أسعار الذهب ترتفع بفضل التوترات التجارية والسياسية

ارتفعت أسعار الذهب محليًا بنسبة 3.7% خلال تعاملات الأسبوع الماضي، بينما زادت الأوقية بنحو 4.5% عالميًا، مدفوعة بتوترات سياسية أبرزها تهديد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي. أشار سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة”، إلى أن جرام الذهب عيار 21 ارتفع من 4540 جنيهًا ليغلق عند 4710 جنيهًا بنهاية التعاملات، في حين سجلت أسعار الأوقية 3358 دولارًا، معززة بأوضاع اقتصادية وسياسية ضبابية زادت من جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن.

ضعف الدولار يدعم جاذبية المعدن الأصفر

كانت أبرز العوامل المؤثرة في ارتفاع أسعار الذهب هذا الأسبوع ضعف الدولار الأمريكي الذي تفاقم بفعل القلق المتزايد بشأن العجز في ميزانية الحكومة الأمريكية، والذي بلغ 4 تريليونات دولار، بالإضافة إلى خفض تصنيف السندات الأمريكية من وكالة موديز. وفي الوقت الذي أظهرت فيه المؤشرات الاقتصادية تباينًا كبيرًا، مثل انخفاض تراخيص البناء بنسبة 4% في أبريل وارتفاع مبيعات المنازل الجديدة بنسبة 10.9%، بات الذهب خيارًا مثاليًا للمستثمرين في ظل استمرار اضطرابات السوق المالي وارتفاع عوائد السندات طويلة الأجل.

توقعات مستقبلية إيجابية تجاه أسعار الذهب

تتوقع شركة “فان إيك” أن تتجاوز أسعار الذهب 4000 دولار للأوقية بحلول عام 2025، مدعومة بازدياد الطلب عليه كتحوط ضد التضخم والمخاطر الجيوسياسية. مع تحقيق الذهب مكاسب بنسبة 27% خلال عام 2023 واستكماله بنسبة تفوق 25% في 2024، لا تزال نسبة الذهب في الأصول العالمية أقل من 1%، مما يعزز احتمالات نمو الطلب المستقبلي. ومن جهة أخرى، يشير البنك المركزي الأوروبي إلى مخاطر محتملة من زيادة الطلب المفاجئ على الذهب، على الرغم من تأكيد مجلس الذهب العالمي استقرار السوق والسيولة العالية للذهب حتى في أوقات الأزمات.

في ظل هذه المعطيات، يُرجح أن يستمر الذهب في الحفاظ على مكانته كأصل موثوق يواكب التطورات السياسية والاقتصادية، مدعومًا بتحفيزات إضافية من الأوضاع العالمية المتقلبة وتوجه مستثمري الغرب نحو تعزيز حصتهم في هذا المعدن النفيس خلال الأعوام القادمة.