«تراجع تاريخي» سعر الذهب اليوم ينخفض بشكل غير مسبوق بعد الاتفاق التجاري

شهدت أسعار الذهب العالمية انخفاضًا غير مسبوق بالتزامن مع التطورات الاقتصادية الجديدة بين الولايات المتحدة والصين. يعود السبب الأساسي لهذا الهبوط الحاد إلى الاتفاقية التجارية التي شملت تخفيض الرسوم الجمركية بين البلدين، وهو ما عزز التفاؤل في الأسواق العالمية، وخفف من الطلب على الذهب بصفته ملاذًا آمنًا. ومع ذلك، كان التأثير أشمل مع تغييرات ملموسة على سوق المعادن النفيسة بالكامل.

تراجع أسعار الذهب عالميًا وتأثير الاتفاق التجاري

سجلت أسعار الذهب انخفاضات كبيرة على المستوى العالمي؛ حيث هبطت الأسعار بنسبة 2.9%، ليصل سعر الأونصة إلى 3229 دولارًا. كذلك، تراجعت عقود الذهب الآجلة لشهر يونيو بنسبة 3.4% لتصل إلى 3231 دولارًا للأونصة. تُعزى هذه التراجعات بالدرجة الأولى إلى الاتفاق التجاري الأخير بين الولايات المتحدة والصين، والذي أدى إلى تجميد الزيادات الجمركية لمدة 90 يومًا وخفض الرسوم المؤقتة من كلا الجانبين بنسبة 10%. الاتفاق مثل انفراجة كبيرة في سوق التجارة العالمية وساهم في تخفيف القيود التي أثرت سابقًا على تدفق السلع بين البلدين.

كيف أسهم تحسين الوضع الجيوسياسي في هبوط الذهب؟

لم يقتصر تراجع أسعار الذهب على العوامل الاقتصادية فقط؛ بل لعبت التطورات الجيوسياسية الحالية دورًا مهمًا. فقد ساهم وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، الذي أُبرم خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، في تقليل التوترات السياسية في منطقة جنوب آسيا، مما قلل من اعتماد المستثمرين على الذهب كخيار آمن في أوقات الأزمات. هذا التحسن في الأوضاع السياسية دفع عددًا كبيرًا من المستثمرين إلى الاتجاه نحو أصول أخرى أكثر ربحية وأقل تكلفة.

تأثير الاتفاق التجاري على سوق المعادن النفيسة الأخرى

لم تكن أسعار الذهب وحدها المتأثرة بهذه المستجدات، بل امتد التأثير إلى المعادن النفيسة الأخرى. وقد انخفضت عقود البلاتين الآجلة بنسبة 2.3% لتبلغ 978.90 دولارًا للأونصة، كما تعرضت الفضة لهبوط بنسبة 1.4% وصولًا إلى 32.480 دولارًا للأونصة. يعكس هذا التراجع الشامل تغييرًا في استراتيجية الأسواق العالمية نتيجة الاتفاق التجاري، والذي أدى إلى خفض الطلب على هذه المعادن بفضل الاستقرار الاقتصادي والتجاري المتوقع.

ختامًا، يمكن القول إن الاتفاق بين الولايات المتحدة والصين وما تبعه من تخفيف للتوترات الجيوسياسية لعب دورًا محوريًا في إحداث تغيير عميق على أسعار الذهب والمعادن النفيسة عالميًا. هذا التغير قد دفع المستثمرين نحو أصول أخرى، مما يعيد تشكيل اتجاهات الأسواق المالية في المستقبل القريب.