رحيل قاضي الإعدامات.. شعبان الشامي الذي أحال مرسي للمفتي يودّع الحياة

في صباح يوم الأحد، الموافق 11 مايو 2025، خيمت أجواء الحزن على المجتمع المصري برحيل المستشار شعبان الشامي، أحد أعمدة القضاء المصري الحديث. اشتهر الشامي بتناول قضايا بارزة ومؤثرة خلال مشواره الطويل، وكان أبرزها إحالة أوراق الرئيس الأسبق محمد مرسي إلى المفتي، وهو القرار الذي أثار ضجة هائلة على الصعيدين الداخلي والخارجي. مثلت وفاة الشامي نهاية لمسيرة قضائية استثنائية.

المستشار شعبان الشامي: رحلته القانونية والمهنية

وُلد المستشار شعبان الشامي في محافظة القاهرة، وتخرج في كلية الحقوق من جامعة عين شمس عام 1975. بعد التحاقه بالنيابة العامة في عام 1976، بدأ يُظهر تميزًا واضحًا في عمله، مما مهد الطريق أمامه للوصول إلى مواقع هامة في السلك القضائي، حتى تولى منصب رئيس بمحكمة جنايات أمن الدولة العليا. امتدت مسيرته لأكثر من أربعة عقود، عمل خلالها في عدد من القضايا الحساسة التي أثرت بشكل كبير على السياسة والمجتمع. كان الشامي قاضياً ذو حضور كبير وتأثير واضح، وأثبت قدرة فريدة على التعامل مع المشكلات القانونية والسياسية الشائكة بكل حزم وانضباط.

أشهر القضايا والأحكام التي أصدرتها محكمة شعبان الشامي

على مدار مسيرته، ارتبط اسم المستشار شعبان الشامي بعدد من القضايا التي صنعت تاريخ القضاء المصري. كان أبرزها قضيتي “التخابر مع جهات أجنبية” و”اقتحام السجون”، واللتين أصدرت فيهما المحكمة أحكامًا بالإعدام والمؤبد على بعض القيادات البارزة لجماعة الإخوان المسلمين، بما في ذلك الرئيس الأسبق محمد مرسي. كذلك كان أول قاضٍ في تاريخ مصر يصدر قرارًا بإحالة أوراق رئيس جمهورية إلى المفتي.

كما شملت مسيرته قضايا جنائية بارزة، مثل تفجيرات كنيسة مسرة وقضايا الفتنة الطائفية. تميزت أحكام الشامي بالدقة والحيادية، وظلت محط جدل على كافة المستويات، ما بين مؤيد لأحكامه ومختلف معها، مما يعكس دوره الحيوي والمُركب في تاريخ القضاء المصري.

حياة المستشار شعبان الشامي ونهايتها

عُرف عن المستشار شعبان الشامي صلابته المعروفة وتمسكه الشديد بمبادئ العدالة والقانون، حتى في أصعب المواقف. وأصدر أحكامًا بارزة، منها إخلاء سبيل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في قضية الكسب غير المشروع، مما أظهر مرونة قانونية وحيادية نادرة. رحل الشامي صباح 11 مايو 2025 بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر ناهز 72 عامًا. وأفادت أسرته أن جنازته ستُقام في مسجد فاطمة الشربتلي بالخامس.

يُمثل رحيل الشامي خسارة كبيرة للقضاء المصري، فقد كان من القضاة الذين تحملوا مسؤولية الحكم في لحظات تاريخية فارقة. بقيت أحكامه ومواقفه شاهدة على مرحلة لا تنسى في تاريخ مصر، تعكس شجاعة وصرامة القاضي الذي لا يخضع سوى لميزان العدالة.