تشكيل مكتب التنسيق والعلاقات المحلية والدولية للعلويين: الأهداف والرؤية

أعلن المجلس العلوي الأعلى في سوريا تشكيل مكتب التنسيق والعلاقات العامة المحلية والدولية، بهدف بناء هيكلية تنظيمية تدعم توجه نحو تحقيق الاستقرار وبناء دولة حديثة تُعزز من العدالة والمساواة بين المواطنين. وتكمن أهمية المكتب في توحيد الجهود وترسيخ أسس واضحة للحكم اللامركزي، ودعم حقوق ومصالح الطائفة العلوية، بجانب الاهتمام بالمجتمع المدني والسياسي السوري بشكل عام.

دور مكتب التنسيق في دعم المساواة والعدالة

أكد البيان الصادر عن المكتب أن العمل سينطلق من استراتيجية شاملة لتحقيق أربعة مبادئ أساسية لا تقتصر على العلويين فحسب، بل تمتد لتشمل جميع السوريين. تهدف الاستراتيجية لتحقيق اللامركزية الموسعة؛ مما يُتيح إدارة محلية فعّالة للمجتمعات ودعم الرقابة الشعبية على السلطات المحلية. كما تسعى لبناء ثقافة ديمقراطية تتحدى الأنماط الاستبدادية التاريخية، بجانب التركيز على تمكين المرأة بما يعزز دورها في بناء السلام والتنمية. وتعتمد هذه الجهود على قرارات أممية مثل القرار 1325، واتفاقية “سيداو”، في إطار رؤية شاملة تُقر بأن تمكين المرأة ضمان للاستقرار المجتمعي.

الهيكل التنظيمي للمكتب ورؤية المراحل القادمة

تم تشكيل هيكلية تنظيمية تعتمد على ثلاثة مجالات رئيسة تُغطي كافة الجوانب المجتمعية والسياسية. المجال الروحي يهدف للحفاظ على الهوية الدينية والثقافية؛ بينما المجال المدني يركز على تعزيز القيم الديمقراطية عبر إشراك المجتمع في التغيير؛ ومجال العلاقات العامة يضمن تعزيز العلاقات مع الداخل والخارج لضمان إيصال صوت الطائفة العلوية ودعم تمثيلها في المحافل الدولية. وتشمل الرؤية المستقبلية إعداد خطط تنفيذية تُسهم في تحقيق أهداف المصلحة العامة للمجتمع السوري، بالتعاون مع مختلف الأطراف المعنية.

أهداف المكتب في تعزيز العمل المشترك

أحد أبرز أهداف المكتب هو توحيد الخطاب السياسي للعلويين في الداخل والخارج، وبناء علاقات مع المكونات السورية الأخرى لخلق شراكة تنعكس إيجابيًا على استقرار البلاد. كما يعمل المكتب على تقديم دراسات وتوصيات حول نموذج حكم لامركزي في مناطق الساحل السوري وأرياف حمص وحماه. بالإضافة إلى ذلك، يسعى المكتب إلى تعزيز حضوره في المحافل الدولية، والعمل على إيصال قضايا الطائفة إلى المنظمات الحقوقية العالمية.

يعد مكتب التنسيق منصة فاعلة تجمع بين الخبرات السورية لوضع استراتيجيات تسهم في تغيير نمط الحكم بأسلوب يخدم الكل ويعزز استقرار المجتمع، مع توفير تمثيل واضح للعلويين ومشاركتهم في القرارات الوطنية والدولية.