التحديات العالمية تدفع الحكومات لاعتماد رؤى مرنة واستباقية لمواجهة المتغيرات

شاركت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، الدكتورة رانيا المشاط، بمنتدى سانت جالن السنوي بجامعة سانت جالن السويسرية، وبمشاركة بارزة من قادة الفكر ورواد الأعمال وصناع القرارات الدولية. تناول المنتدى التحديات التي يشهدها العالم اليوم، كما ركّز على أهمية التعاون الدولي ودور الحكومات في صياغة سياسات تواكب التحولات العالمية. وفي كلمتها، أكدت المشاط على رؤية مصر التنموية المستدامة وتكيفها مع المتغيرات العالمية.

رؤية مرنة لمواجهة التحديات العالمية

أشارت الدكتورة رانيا المشاط خلال كلمتها إلى التحديات الكبيرة التي تؤثر على النظام العالمي، وعلى رأسها التحولات السياسية والاقتصادية المتسارعة والتحديات المناخية المتفاقمة. أكدت أن الحكومات مطالبة اليوم بتبني رؤى مرنة واستباقية لتعزيز قدرتها على التكيف مع هذه التحولات. أشارت أيضًا إلى أهمية التعاون الإقليمي والدولي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مبرزة المبادرات التي تبنتها مصر لتفعيل دورها كمحور استراتيجي يربط بين القارات ويساهم في تحقيق رؤيتها التنموية الطموحة.

الإصلاحات الهيكلية وأثرها على التنمية

استعرضت المشاط جهود الدولة المصرية في إطلاق سلسلة إصلاحات اقتصادية وهيكلية منذ مارس 2024، بهدف تعزيز قدرة الاقتصاد على الصمود أمام التحديات الحالية. شملت الإصلاحات إعادة هيكلة منظومة الدعم، وتعزيز سياسة مالية منضبطة، والاستثمار في مشروعات الطاقة المتجددة والبنية التحتية المستدامة. كما تحدثت عن وثيقة سياسة ملكية الدولة التي تهدف لزيادة مساهمة القطاع الخاص إلى 65% من الاستثمارات بحلول عام 2025، بجانب تعزيز الشراكات مع مؤسسات التمويل الدولية لتعبئة الموارد ودعم القطاعات الحيوية.

انضمام مصر لتجمع بريكس وتأثيره الاقتصادي

وضحت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية أن انضمام مصر لتجمع بريكس+ يُمثّل تحولًا استراتيجيًا يُسهم في تعزيز دور مصر السياسي والاقتصادي على المستوى العالمي. يساهم هذا الاندماج في تحقيق تكامل إقليمي وفتح أسواق جديدة، إضافة إلى دعم مشروعات البنية التحتية والنمو الأخضر. أشارت إلى أن هذا الانضمام يعزز دور مصر كجزء من تحالف يضم 37% من الناتج المحلي العالمي وأكثر من ثلث سكان العالم، ما يوفر فرصة لنقل الخبرات وتحقيق التنمية الشاملة.

وفي ختام كلمتها، أكدت الدكتورة رانيا المشاط حرص القيادة المصرية على تحويل الأزمات إلى فرص، مشيرة إلى الجهود الحكومية المستمرة لتنفيذ مشروعات وطنية طموحة، من بينها الاستراتيجية الوطنية للتمويل المتكامل وبرنامج “نوفي” للمشروعات الخضراء. كل ذلك يعزز قدرة الاقتصاد على الصمود أمام التحديات العالمية ويضع أسسًا قوية للتنمية المستدامة التي تضمن تكامل مصر مع المتغيرات العالمية والتقدم بخطى واثقة نحو المستقبل.