ارتفاع أسعار النفط 3% مع إغلاق جلسة التعاملات وسط تقلبات الأسواق

شهدت أسعار النفط العالمية تعافيًا ملحوظًا خلال جلسة تعاملات اليوم بفضل التفاؤل بحدوث تقدم في المفاوضات التجارية الدولية؛ حيث سجلت العقود الآجلة لخام برنت والأمريكي ارتفاعًا ثابتًا بدعم من إعلان الاتفاقات التجارية الجديدة بين الولايات المتحدة وبريطانيا، مما يعزز من الاستقرار النسبي في أسواق الطاقة. إلى جانب ذلك، تظل الأسواق في حالة ترقب لأي مستجدات حول المفاوضات الأمريكية الصينية المؤثرة على النمو الاقتصادي.

ارتفاع أسعار النفط يدعم الأسواق العالمية

شهدت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعًا بنسبة 2.81% لتصل إلى 62.84 دولارًا للبرميل، بينما بلغت نسبة ارتفاع خام غرب تكساس الوسيط 3.17%، ليصل إلى 59.91 دولار للبرميل. هذا الصعود جاء مدفوعًا بالأنباء الإيجابية حول الاتفاق التجاري الأول بين واشنطن ولندن بعد فرض الرسوم الجمركية، والذي يهدف إلى تعزيز التبادل التجاري مع تقليص الحواجز الجمركية وغير الجمركية بين الطرفين. وتسعى بريطانيا لتخفيف القيود التجارية الأمريكية على وارداتها وتسريع تدفق البضائع الأمريكية إلى أسواقها، وهو ما ساهم بشكل كبير في تحديث التوقعات الإيجابية للأسواق ودعم ارتفاع النفط.

دور المفاوضات التجارية الأمريكية الصينية في تقلب الأسواق

تتجه الأنظار نحو الاجتماع المرتقب بين المسؤولين الاقتصاديين من واشنطن وبكين الذي سيناقش آفاق الاتفاق التجاري الشامل بين الطرفين. هذا الاجتماع قد يحمل تداعيات مباشرة على أسعار النفط، إذ أن أي إشارات إيجابية قد تساهم في طمأنة الأسواق وزيادة النشاط الاقتصادي العالمي؛ بينما التأخر أو تعثر هذه المفاوضات قد يؤدي إلى المزيد من التقلبات التي قد تضغط على الفاعلين في سوق الطاقة. ويرى بعض المحللين أن “الحرب الاقتصادية” بين القوتين الاقتصاديتين هي العامل الأساسي الذي يعزز حالة عدم الاستقرار الراهنة في الأسواق.

مستقبل أسعار النفط في ظل قرارات أوبك+

على صعيد الإنتاج، أعلنت مجموعة أوبك+ عن نيتها زيادة الإنتاج خلال يونيو، مما قد يؤدي إلى الضغط على الأسعار إذا لم يقابله توازن في الطلب العالمي. وعلى الرغم من ذلك، يرى مراقبون أن استمرار المشاورات حول الملف النووي الإيراني قد يؤدي إلى تقلب كبير في العرض، حيث من الممكن أن يؤدي الفشل أو النجاح في التوصل إلى اتفاق إلى تغيير جذري في منحنيات الأسعار. ففي حال تم رفع العقوبات عن طهران وزيادة الإمدادات، قد تشهد الأسعار انخفاضًا كبيرًا يصل إلى 50 دولارًا للبرميل؛ بينما قد يحدث العكس إذا تعثرت هذه الجهود.

بناءً على ذلك، يبدو أن مزيج العوامل، بدءًا من الاتفاقات التجارية وحتى تغييرات الإنتاج والتوازنات الجيوسياسية، ستكون السبب الرئيسي في تحديد اتجاه أسعار النفط العالمية خلال الفترة المقبلة. لذلك، تظل مرونة السوق وتفاعله مع الأحداث الاقتصادية والسياسية عوامل حاسمة لمستقبل الطاقة عالميًا.