أسعار النفط تهوي 2.51%.. وبرنت يكسر حاجز 60 دولاراً للبرميل لأول مرة!

شهدت أسعار النفط خلال الأيام الماضية تقلبات ملحوظة مع تراجع حاد إثر قرار تحالف أوبك+ زيادة الإنتاج بوتيرة أسرع من المتوقع، حيث أثار هذا القرار مخاوف كبيرة بشأن وفرة المعروض وتأثيرها على السوق وسط حالة من عدم اليقين في الطلب العالمي. وترافق ذلك مع انزلاق خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط إلى أدنى مستوياتهما منذ عدة أشهر، مما يعكس قلق المستثمرين حول تطورات السوق.

تأثير زيادة إنتاج النفط على الأسعار

مع إعلان تحالف أوبك+ تسريع زيادة إنتاج النفط خلال الشهرين الماضيين، شهدت الأسواق رد فعل سلبي أدى إلى انخفاض أسعار النفط بشكل حاد؛ فقد تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 2.51% مسجلة 59.75 دولار للبرميل، بينما هبط خام غرب تكساس بنسبة 2.81% ليصل إلى 56.61 دولار. هذا الانخفاض ما هو إلا امتداد لخسائر الأسبوع السابق، حيث سجل خام برنت انخفاضًا بنسبة 8.3%، بينما انخفض خام غرب تكساس بنسبة 7.5%، وذلك بسبب أخبار متعلقة بالتزام الدول الأعضاء بحصص الإنتاج ومدى تجاوبها مع خطط التحالف.

الأسباب وراء قرار أوبك+ وتأثيراتها

اتخذ قرار تسريع إنتاج النفط من قبل أوبك+ لتلبية التحديات التي تواجه سوق النفط العالمية، حيث أشارت تقارير إلى أن السعودية تقود هذا التوجه للضغط على بعض الدول الأعضاء مثل العراق وكازاخستان لتحسين التزامهما بتعهدات الإنتاج. ومع ذلك، فإن هذه الاستراتيجية تطرح تساؤلات حول مدى تأثيرها على الأسعار طويلة المدى وسط ضغوط تلوح في الأفق بخاصة إذا ما استمرت اختلافات الالتزام داخل التحالف. كما جاء تقليص التوقعات من قبل المؤسسات المالية الكبرى مثل باركليز، الذي خفض توقعاته لسعر برنت لعام 2025 ليصبح 66 دولارًا فقط، مما يشير إلى رؤية أكثر تحفظًا للمستقبل.

توقعات مستقبلية لسوق النفط العالمي

تشير توقعات المؤسسات الاقتصادية إلى أن مسار أسعار النفط سيظل تحت ضغط متواصل نتيجة قرارات الإنتاج، حيث توقعت بنوك مثل آي.إن.جي انخفاض متوسط سعر خام برنت إلى 65 دولارًا للعام الحالي بعدما انخفض من التوقعات السابقة البالغة 70 دولارًا. ومن الجدير بالاهتمام أن أي تقلبات في الطلب أو اضطرابات عالمية قد تعيد تشكيل ملامح السوق. وقد أظهرت العقود الآجلة استمرار الاضطرابات والقلق من فائض المعروض، مما يبرز التحديات أمام أوبك+ لإعادة الاستقرار للأسواق طويلة المدى.