«انخفاض مفاجئ» في أسعار الذهب عالميًا ومحليًا وسط تهدئة تجارية صينية

تشهد أسعار الذهب تغيرات دائمة في ظل التقلبات الاقتصادية والسياسية التي تشهدها الأسواق العالمية. اليوم، تراجعت أسعار الذهب عالميًا ومحليًا، وسط مؤشرات على تهدئة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما ساهم في تراجع الإقبال على المعدن النفيس كملاذ آمن. كما أثرت تصريحات رسمية من الطرفين وتطورات الأسواق على اتجاهات المستثمرين، مما عمق التحولات في الأسعار عالميًا ومحليًا.

تطورات أسعار الذهب عالميًا

شهد سعر أونصة الذهب انخفاضًا ملموسًا بنسبة وصلت إلى 1.4%، ليصل إلى 3287 دولارًا للأونصة مقارنة بسعر افتتاح عند 3348 دولارًا. هذا التراجع يأتي بعد أنباء عن دراسة الحكومة الصينية إعفاء بعض السلع الأمريكية المستوردة من رسومها الجمركية المرتفعة، ما خفف التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم. بهذا السياق، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استمرار المحادثات التجارية، وهو ما عزز من شهية المستثمرين للمخاطرة وأسهم في ارتفاع الدولار وانخفاض الذهب.
ومع ذلك، يبقى الذهب قريبًا من أعلى مستوياته التاريخية بسبب التوترات الاقتصادية والسياسية حول العالم، حيث تلعب مشتريات البنوك المركزية وصناديق الاستثمار المدعومة بالذهب دورًا كبيرًا في الحفاظ على قوة المعدن النفيس، وفقًا لتقرير مجلس الذهب العالمي الذي أشار إلى زيادة التدفقات الاستثمارية في الذهب للأسبوع الثاني عشر على التوالي.

الأسواج وردود الفعل على تراجع أسعار الذهب

في ظل التحسن النسبي لشهية المخاطرة بين المستثمرين، تراجع الاهتمام بالذهب كوسيلة للتحوط. ارتفع الدولار الأمريكي بشكل ملحوظ مبتعدًا عن أدنى مستوياته المسجلة خلال السنوات الأخيرة، مما دفع إلى موجة بيع واسعة على الذهب. مع ذلك، لا تزال الأسواق تتسم بالتوتر؛ حيث يحتفظ الذهب بمكانته كأصول آمنة في أوقات الأزمات والضبابية الاقتصادية. ويتوقع بعض المحللين أن تعود أسعار الذهب للارتفاع حال استمرت التوترات الجيوسياسية.

أسعار الذهب محليًا في مصر

شهدت أسعار الذهب بالسوق المصري انخفاضًا متأثرًا بالتراجع العالمي رغم استقرار نسبي لسعر صرف الجنيه أمام الدولار. سجل سعر عيار 21 الأكثر تداولًا نحو 4790 جنيهًا للجرام، مقارنة بسعر إغلاق أمس عند 4820 جنيهًا. يأتي هذا الانخفاض أيضًا في وقت تشهد فيه مصر قرارات اقتصادية هامة، مثل تخفيض أسعار الفائدة ووقف إصدار الشهادات الادخارية بعوائد مرتفعة، مما شجع بعض المدخرين للاتجاه نحو شراء الذهب كبديل. وبالنظر إلى الترابط بين السوقين المحلي والعالمي، يتوقع أن تستمر التحركات السعرية بناءً على تطورات الأسواق الخارجية.