مرضى الحساسية يعانون بشدة.. دراسة حديثة تكشف الأسباب الرئيسية

مع تفاقم مشكلة تغير المناخ عالميًا، حذرت دراسة حديثة من تداعيات كبيرة على الصحة العامة، حيث يُتوقع أن يزداد طول موسم الحساسية وانتشارها بشكل ملحوظ. الدراسة التي نُشرت في مجلة “لارينوغوسكوب” العلمية، أوضحت أن ارتفاع تركيز حبوب اللقاح في الجو بسبب التغيرات المناخية يزيد من حدة أعراض الحساسية الموسمية، مما يمثل تحديًا صحيًا متزايدًا للمجتمعات.

تأثير تغير المناخ على موسم الحساسية: نتائج مقلقة

استندت الدراسة إلى تحليل بيانات من 16 بحثًا سابقًا تناولت العلاقة بين تغير المناخ وارتفاع كثافة حبوب اللقاح المسببة للحساسية. وتشير النتائج إلى أن النباتات في المناطق الحضرية أصبحت تنتج كميات أكبر من حبوب اللقاح بفعل ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الغازات المسببة للاحتباس الحراري. ذلك التغير يؤدي إلى تفاقم الأعراض لدى المصابين بالحساسية الموسمية.

ولا تقتصر المشكلة على الأفراد فحسب، إذ يشكل زيادة انتشار الحساسية الموسمية تحديًا للأنظمة الصحية حول العالم، بسبب تزايد الضغط على المرافق الطبية. وأكد الباحثون أن هذه الظاهرة باتت تتطلب اهتمامًا عاجلًا وخططًا استراتيجية للحد من تأثيراتها.

مخاطر الحساسية الموسمية على الصحة العامة

مع استمرار تغير المناخ، حذر الباحثون من أن الحساسية الموسمية قد تتحول إلى تهديد صحي واسع النطاق. الأعراض المرتبطة بهذه الحساسية -مثل العطس، انسداد الأنف وصعوبة التنفس- قد تصبح أكثر شيوعًا وأشد وطأة بفعل ارتفاع تركيز حبوب اللقاح.

ووفقًا لتصريحات رئيسة فريق البحث، فإن الأطباء عليهم دور محوري في نشر التوعية حول مخاطر تغير المناخ وارتباطه بالمشكلات الصحية. فالتغيرات المناخية تتحكم بشكل مباشر بطول موسم الحساسية ومدى انتشاره، مما يعني أن الأمر يتطلب جهدًا تعاونيًا على مستوى عالمي للحد من أضرارها المتزايدة.

الخطوات المستقبلية لمواجهة المشكلة

في ظل هذه التحديات، تدعو الدراسة لاتخاذ خطوات عملية لمكافحة تفاقم مشكلة الحساسية الموسمية الناتجة عن تغير المناخ. ومن أبرز هذه الخطوات:

• تقليل الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري عن طريق تعزيز استخدام مصادر الطاقة النظيفة.
• زيادة الوعي لدى المجتمعات حول تأثيرات المناخ على الصحة العامة.
• تحسين أنظمة الرعاية الصحية لتكون قادرة على التعامل مع ارتفاع أعداد المصابين بالحساسية.

تظل قضية تغير المناخ والحساسية الموسمية موضوعًا هامًا يستحق المزيد من الأبحاث والجهود العالمية لتقليل مخاطرها وحماية صحة الأجيال القادمة.