في خضم التكهنات والتحليلات الإقليمية المتزايدة، تبرز روايات متضاربة حول الدور الإيراني في دعم جماعة الحوثيين في اليمن. ورغم المزاعم المتكررة الأخيرة التي تشير إلى انسحاب طهران أو تخليها عن حلفائها الحوثيين، إلا أن الأدلة المتوفرة والتطورات الميدانية تُبرز نمطًا مختلفًا. يبدو أن إيران، المعروفة بإتقان استراتيجيات الغموض والتضليل الإقليمي، لا تزال تحتفظ بحضورها الفعلي عبر أدواتها المؤثرة ودعمها غير المعلن، مما يطرح تساؤلات عميقة حول الأهداف الحقيقية من هذه المزاعم.
الدور الإيراني في دعم الحوثيين: الحقيقة خلف الغموض
تستمر إيران في انتهاج استراتيجياتها الغامضة في اليمن، حيث تظهر بيانات وتقارير موثوقة تشير إلى عدم انسحاب أو تخلي طهران عن دعمها للحوثيين. وجود شخصيات بارزة مثل الجنرال عبد الرضا شهلائي، أحد قادة فيلق القدس الإيراني، يعكس استمرار التنسيق الوثيق بين الطرفين. كما يدير الحرس الثوري العمليات من خلال ما يُعرف بـ"الفرع 6000"، الذي يشرف على العمليات في اليمن وشبه الجزيرة العربية.
من جهة أخرى، نفت القيادات الحوثية بشدة أي تأثيرٍ مباشر لإيران على قراراتها، معتبرةً أن طهران تلعب دور الوسيط فقط، بينما تؤكد التطورات على الأرض اعتماد الحوثيين على التكنولوجيا والقدرات العسكرية المُقدمة من إيران. يُعتبر هذا التناقض جزءًا من استراتيجية "الإنكار المعقول" التي تعزز نفوذ إيران دون الإخلال بمصالحها أمام المجتمع الدولي.
كيف تستغل طهران الساحة الدولية لتعزيز موقفها في اليمن؟
بينما قد تبدو مزاعم "التخلي الإيراني" مناورة لتحقيق أهداف دبلوماسية، فإنها تعمد لاستثمار ذلك لتحريك الملفات الإقليمية والدولية لصالحها. الهدف الواضح من هذا التسريب يمكن اختصاره في ثلاث نقاط:
- إرسال إشارة لضبط النفس: تعكس تقريريات الإعلام الإيراني المزاعم الأمريكية لإظهار طهران كدولةٍ تبحث عن الحلول السلمية بدلًا من التصعيد.
- تحقيق مكاسب سياسية مع واشنطن: تمنح رواية التخلي فرصةً لمفاوضات جديدة بشأن رفع العقوبات الاقتصادية، دون تقديم تنازلات جوهرية.
- تعزيز الصورة الدولية لحضورها الإقليمي: بإظهار الانفتاح على السلام مع الاحتفاظ بشبكة حلفائها، تعيد طهران توجيه رسائلها للمجتمع الدولي برؤية استراتيجية مرنة.
رغم هذه المناورات، يبدو جليًا أن إيران تعتمد بشكل كبير على "وكلائها"، مما يجعل فكرة فك الارتباط الحقيقي مستحيلة في هذه المرحلة.
التحالفات الدولية وتأثيرها على الحوثيين: روسيا والصين في الصورة
لا يقتصر الدعم الخارجي للحوثيين على إيران، حيث لعبت قوى دولية أخرى مثل روسيا والصين دورًا متناميًا في تعميق نفوذ الجماعة. التعاون الروسي العسكري، بما في ذلك تقديم الاستشارات العملياتية والخبرات، يأتي كعنصر مكمل للدعم الإيراني. أما الصين، فتقدم حلاً اقتصاديًا ودعمًا لوجستيًا، مع حماية مصالحها الاستراتيجية في المنطقة عبر مبادرة الحزام والطريق.
وقد أُشير إلى عمليات دعم ملحوظة، مثل اعتراض شحنات تضمنت مروحيات لطائرات مسيرة وخلايا وقود متطورة من الصين. هذه الأنظمة العسكرية أثبتت فعاليتها في تحسين قدرات الحوثيين الهجومية، وهو ما يُعقّد الحملة الدولية ضد الجماعة.
ختامًا، من الواضح أن تغير الأنماط الداعمة للحوثيين يعكس تحولًا في مصالح القوى العالمية، وليس انسحابًا إيرانيًا كاملاً كما تُروج بعض الأطراف. مع استمرار هذا التحالف المترابط بين إيران، روسيا، والصين، يظل السؤال المطروح حول مستقبل الصراع اليمني وعواقبه الجيوسياسية الأكثر أهمية.
واجهة One UI 7: سامسونج تُطلق التحديث التجريبي الرابع بميزات وتحسينات رائعة
الليلة الحاسمة: موعد مباراة مانشستر سيتي وأستون فيلا والقناة الناقلة والتشكيل المتوقع
سعر الدولار اليوم الثلاثاء 22 أبريل 2025 يشهد تحركات جديدة بالبنوك
حدث مثير: موعد نهائي كأس الملك بين ريال مدريد وبرشلونة والقنوات الناقلة
«زيادة غير متوقعة» سعر البنزين في مصر 2025 يثير تساؤلات الشارع
تحرير خالد بن علي: تفاصيل مثيرة وجديدة تعرف عليها الآن
إيقاف تحصيل فواتير الغاز إلكترونيًا من بتروتريد مؤقتًا حتى 5 إبريل
بسهولة وسرعة: استخراج بطاقة التموين أونلاين وأنت في منزلك دون عناء