الصيام مفيد للأطفال بشروط صحية.. نصائح هامة من طبيبة لصيام آمن

الصيام يمثل فريضة إسلامية تحمل فوائد متعددة، إلا أن موضوع صيام الأطفال يشكل جانبًا مهمًا يحتاج إلى الاهتمام والتوازن. الدكتورة أميرة الشمري، طبيبة الأطفال، أكدت أن تدريب الأطفال على الصيام يجب أن يُنفذ بشكل تدريجي ومدروس، مع الأخذ بعين الاعتبار حالتهم الصحية وقدرتهم الجسدية. كما أشارت إلى أن بعض الفئات من الأطفال قد تكون أكثر عرضة للأضرار الصحية أثناء الصيام، مما يستدعي اتباع توصيات طبية دقيقة لضمان سلامتهم.

الصيام للأطفال.. تحديات واستثناءات صحية

أوضحت الدكتورة أميرة الشمري أن الصيام يمكن أن يقدم فوائد صحية مثل تعزيز عملية الأيض وتنمية القدرة على التحكم في الشهية، ولكن قد يشكل خطرًا على بعض الأطفال، خاصة أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة. وتشمل هذه الحالات مرضى السكري، وفقر الدم، وأمراض الكلى، وكذلك ضعف الجهاز المناعي. يُمكن أن يؤدي الامتناع عن الطعام والشراب لساعات طويلة إلى مشكلات مثل انخفاض مستوى السكر في الدم أو الجفاف أو فقدان الوزن بأسلوب غير صحي.

وتزداد المخاطر بالنسبة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أو أولئك الذين يمارسون أنشطة بدنية مكثفة خلال النهار. لذلك، تنصح الأطباء الآباء باستشارة مختصين لاتخاذ القرار الأنسب بشأن صيام أطفالهم، مع مراعاة حالتهم الصحية الفردية.

تدريب الأطفال على الصيام التدريجي

تتطرق الشمري إلى البداية التدريجية لصيام الأطفال، مشيرة إلى أن الفئة العمرية المناسبة لتجربة الصيام تبدأ بين 7 و9 سنوات، على أن تكون ساعات الصيام محدودة في البداية. ومع نمو الطفل وزيادة تحمله الجسدي، يمكن تمديد الساعات تدريجيًا ليكتمل الصيام في سنوات لاحقة كـ10 إلى 12 عامًا.

وشددت الطبيبة على أهمية تقديم وجبتي السحور والإفطار المتوازنتين لضمان حصول الأطفال على العناصر الغذائية الأساسية لدعم احتياجاتهم الجسدية. وتطلب مراقبة الأهل الدائمة لحالة الأطفال الصحية خلال ساعات الصيام، بهدف تجنب الإرهاق أو أي أعراض مقلقة قد تستدعي التوقف عن الصيام.

صيام الأطفال.. تجربة تعزيز الشعور بالمسؤولية

بينت الشمري أهمية تجربة الصيام كأداة تساعد الأطفال على تنمية شعورهم بالمسؤولية والانضباط. ومع ذلك، يجب توخي الحذر للتأكد من التزام الصيام بحدود قدرة الطفل، حيث أشارت إلى أن أي علامات مثل التعب المفرط، الصداع المستمر، أو التقيؤ هي مؤشرات لضمان الإفطار حفاظًا على سلامة الطفل.

واختتمت حديثها بالتأكيد على ضرورة توفير كميات كافية من المياه بعد الإفطار لتفادي الجفاف، مع الاهتمام بصحة الأطفال كمحور أساسي لأي قرار يختص بصيامهم. الصيام يُمثل تجربة تربوية ونفسية مهمة، لكنه يظل خطوة تحتاج إلى تخطيط دقيق ووعي كامل بمصلحة الطفل الصحية والعمرية.