كيف يتقبل الله صيامك؟.. نصائح قيمة من وزارة الأوقاف

شهر رمضان شهر المغفرة والرحمة، وفيه نسعى لقَبول صيامنا وقيامنا. قبل ذلك، لنتساءل: هل لدينا حقوق لأحد مَنسية أو مُماطَل بها؟ هل أخطأنا بحق أحد؟ الرسول ﷺ حذّر من المظالم، ودعا لتحلُّلها قبل فوات الأوان. عندما نُحاسب يوم القيامة، قد تُؤخذ حسناتنا لصالح من ظلمناهم. لذا، رمضان فرصة لتصحيح الأخطاء وإعادة الحقوق.

مفهوم أكل أموال الناس بالباطل

كثيرون يعتقدون أن أكل أموال الناس بالباطل يقتصر على السرقة، لكنه يشمل أكثر من ذلك. منع الميراث، المماطلة في رد الحقوق، التهرب من الديون، واستغلال جهل الآخرين كلها أمثلة على ذلك. يقول الله تعالى: “وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ” (البقرة: 188). لذا، يجب الحذر من أي تصرُّف يمس حقوق الآخرين.

عقوبة منع الحقوق والميراث

حرمان الورثة من ميراثهم أو تأخير حقوقهم دون وجه حق له عواقب وخيمة. النبي ﷺ قال: “مَن قَطَعَ مِيرَاثًا فَرَضَهُ اللَّهُ، قَطَعَ اللَّهُ مِيرَاثَهُ مِنَ الجَنَّةِ يَومَ القِيَامَةِ” (رواه ابن ماجه). تخيل أن تُحرَم من الجنة بسبب حق منعته عن أصحابه! هذا التحذير يدعونا لمراجعة أعمالنا وإصلاح ما أفسدناه.

التوبة ورد الحقوق

رغم قسوة العقوبة، فإن باب التوبة مفتوح. يقول الله تعالى: “إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ” (الفرقان: 70). رمضان فرصة لتنقية النفس، والاعتذار لمن ظلمناهم، ورد الحقوق لأصحابها. هذه الخطوة قد تكون أعظم عبادة نقوم بها في هذا الشهر المبارك.

في الختام، شهر رمضان ليس فقط للصيام والقيام، بل هو فرصة لتصحيح مسار حياتنا وإصلاح علاقتنا مع الآخرين. رد الحقوق والاعتذار عن الأخطاء قد يكون سببًا في قبول صيامنا ودعواتنا. فلنبدأ صفحة جديدة مع الله، ولنحرص على أن نكون عبادًا صالحين في هذا الشهر الكريم.